بانتظار الاستثمار السياحي والثقافي: إب.. قبضة لؤلؤ على بساط أخضر
–
محافظة إب إكليل زاهي ولؤلؤة خضراء في تاج اليمن واليمنيين والزائر لهذه المحافظة ومدنها التاريخية ووديانها الخضراء ومعمارها وقصورها وعزلها وقراها سيجد من جمال المناظر التي لا تضاهيها أي محافظة أخرى ونستطيع أن نقول أنها تنبت الشعراء والأدباء والفنانين التشكيليين كما تنبت الزرع وإن من سكنها من الأدباء والشعراء أو من ولد فيها تميز إنتاجهم الأدبي بالإبداع الفني واستطاعت أن تجعل من العلماء والفقهاء والقضاة شعراء يتغنى بشعرهم الفنانون في اليمن والعالم العربي.
محمد بن محمد العرشي *
مثل الشاعر والقاضي العلامة المجتهد علي محمد العنسي المتوفى عام 1139هـ وهو شيخ العلامة محمد بن إسماعيل الأمير والسيد العلامة أحمد بن حسين المفتي المتوفى عام 1294هـ ومن كبار الشعراء اليمنيين من أبناء محافظة إب المعاصرين شاعر اليمن الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح والشاعر المبدع الأستاذ مطهر الإرياني الذي يترنم اليمنيون بقصائده الجميلة في وصف الأرض ومعاناة الإنسان اليمني في المهجر وبصوت وألحان الفنان الكبير المرحوم/علي بن علي الأنسي. وغيرهم عشرات من الشعراء والذي يعد إنتاجهم الأدبي من أهم مكونات الأدب اليمني المعاصر على المستوى المحلي والعربي بالإضافة إلى العديد من الفنانين التشكيليين الذين أبدعوا في العديد من اللوحات الفنية الممتازة وقد وصفها الأديب القاضي علي بن صالح أبو الرجال والمتوفى في عام 1135هـ بقوله:
تأمل إبــا حين إب متيم
كساها بديعا من غلائلها الخضر
إذا لبست ثوب الأصيل حسبتها
عروسا كساها الحسن ثوبا من التبر
زبرجدة خضراء جرى فوق وجهها
قضيب من البلور والورد كالدر
وممن مدحها وفضلها على مدينة جبلة الأديب يحيى بن عبدالله البصير المتوفى سنة 1244هـ بقوله:
وليل به تزهو على صبح جبلة
فطاب وطابت فهي عن صحبها تنسي
وفي برها المشهور منثور منظر
ومنها أصيل زانه صفرة الشمس
فلا غرو أن تأهت وفاهت بقولها
ألا إن أثواب الأصيل غدت تنسى
ووصفها الأديب العربي الكبير الأستاذ/ أمين الريحاني عند زيارته لها في عام 1924م بأنها قبضة لؤلؤ على بساط أخضر كما وصفها القاضي الأديب الشاعر المعاصر/ أحمد محمد مداعس بقوله:
إب يا منبع الفتون ويا
أم الفراديس والجمال المجسد
وقد ذكر القاضي المرحوم/ حسين بن أحمد السياغي في كتابه (معالم الآثار اليمنية) أن تسمية مدينة إب لم تكن معروفة قبل الإسلام وأن اسمها قبل الإسلام كان مدينة الثجة وكان موقعها في أكمة فوق مدينة إب الحالية بجوار جبل التعكر ولم يتعرض الهمداني في كتابيه (صفة الجزيرة العربية) و(الإكليل) لذكر مدينة إب وإنما ذكر مدينة الثجة. وتعتبر مدينة إب أنها من أجمل مدن اليمن التاريخية فهي تمتاز بمناخها المعتدل وجمال مناظرها الطبيعية الساحرة وهي عاصمة محافظة إب وتقع على رأس ربوة في السفح الغربي لجبل ريمان من بعدان ترتفع عن سطح البحر بنحو 2000متر ويتصل بها من الغرب مخلاف الشوافي ومن الجنوب ناحية ذي جبلة ومن الشمال ناحية المخادر وكلها مناطق زراعية تسيل فيها الغيول والجداول والعيون ومن أهم مساجدها الجامع الخطابي الذي بني بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب وبها حمام مشهور وكان بها مدارس للعلم مثل المدرسة الجلالية العليا التي تقع في منتصف المدينة القديمة ومدرسة المشنة في شرق مدينة إب وقد ذكر القاضي المرحوم إسماعيل الأكوع في كتابه (المدارس الإسلامية في اليمن) أنه كان يوجد فيها أحدى عشرة مدرسة إسلامية حيث أشتهر بها عدد كبير من العلماء والفقهاء والأدباء والشعراء وللمدينة سور قديم يتضمن أربعة أبواب هي: الباب الكبير(تهدم) وباب سنبل وباب النصر وباب الراكزة. وإب إحدى محافظات الجمهورية تقع في الجزء الجنوبي الغربي من الجمهورية وإلى الجنوب من العاصمة صنعاء يحدها من الشمال محافظة ذمار ومن الجنوب محافظة تعز ومن الشرق محافظتي الضالع والبيضاء ومن الغرب محافظتي ذمار والحديدةـ تبلغ مساحتها 5872كم2 يبلغ عدد سكانها (2.137.546) نسمة وتتكون من (20) مديرية هي(إب الرضمةالسبرةالسدة السياني الشöعر الظهار العدين القفر المخادر المشنة النادرة بعدان جبلة حبيش حزم العدين ذي السفال فرع العدين مذيخرة يريم). ومحافظة إب تعتبر من أهم المحافظات اليمنية والتي هي غنية بثرواتها العلمية والثقافية والسياحية والمعمارية والزراعية والإقتصادية. وتمتاز محافظة إب بتنوع كنوزها الحضارية والتي تتمثل في وديانها وجبالها وقصورها ومناطقها الآثرية ومدنها التاريخية وتشتهر بزراعة العديد من المحاصيل الزراعية من حبوب وبن وفواكه ومحافظة إب لا تختلف عن العديد من المدن والمناطق الجميلة الخضراء الساحرة المعروفة في العالم العربي وأوربا. ومن