حوار الأفق الوطني المفتوح

حسن أحمد اللوزي

 - إن القيمة العظيمة في الحوار الوطني الشامل تتجلى من اعتبارات جوهرية هامة أبرزها أنه لا يستثني أحدا في الوطن وخارجه .. ولا يعطي فرصة لأحد من كان أن لا يكون طرفا فيه أو مشاركا في أعماله من كافة القوى السياسية والأطراف التي كانت
حسن أحمد اللوزي –
إن القيمة العظيمة في الحوار الوطني الشامل تتجلى من اعتبارات جوهرية هامة أبرزها أنه لا يستثني أحدا في الوطن وخارجه .. ولا يعطي فرصة لأحد من كان أن لا يكون طرفا فيه أو مشاركا في أعماله من كافة القوى السياسية والأطراف التي كانت بأي صورة من الصور خارج الشرعية الدستورية أو لها موقف من النظام السياسي ولقد جاء ذكر المدعوين للمشاركة في أعمال المؤتمر في الآلية التنفيذية المزمنة للمبادرة الخليجية في نص واضح ليس على سبيل الحصر بقدر ما فيه من الحرص على استيعاب الظاهرين على خشبة النزاع السياسي والصراع أو الإحتراب داخل الوطن فضلا عن مشاركة المؤسسات الدستورية وتكوينات المجتمع المدني وبخاصة الاتحادات العامة وفي المقدمة اتحاد نساء اليمن وطلائع الشباب واللجنة الوطنية للمرأة واتحاد العمال والشخصيات الفكرية والسياسية والاجتماعية المستقلة والتي هي دائما بمثابة شوكة التوازن وعلى رأسهم العلماء والقضاة وبالطبع قد لا يحقق الحوار أية نتيجة فاعلة أو قد لا يلتئم جمعه المبارك إذا استمرت الأعمال التخريبية والخارجة على القانون وتداعيات الفوضى والاعتصامات المضرة بالوطن والمواطن .. وبخاصة وأنه لم يعد لها أبدا أي معنى يتعلق بحرية التعبير التي جلدت بكل صور الانتهاك للأسف الشديد.
كما أنها صارت تعبر بشكل سافر عن صورة البطالة وطلب الإعاشة تحت ذريعة ممارسة الضغط!! وهو ما ننزه عنه الشاب الحر الواعي والمخلص لقضيته وقضية الوطن والاستمرار في التورط فيه ونقصد هنا بالتحديد الشباب المستقل الحريص على حاضر ومستقبل الممارسة الديمقراطية في وطنه .. وعلى إنجاح الحوار الوطني الشامل الذي تتصدر أعماله المطالب الشرعية الشبابية إلى جانب المهام الأساسية المعلنة ولذلك فإن المطلوب هو كيف يسهم الجميع في خلق المناخ الصحي الموائم لالتئام الحوار وبدء أعماله .. والوصول به إلى كامل النجاح المنشود من قبل كل قوى التوافق السياسي .. والوفاق الوطني من أجل المصلحة العليا للوطن .. والحفاظ على وحدته .. وحريته وديمقراطيته ومن أجل الحرص على المصالح العليا للشعب وفي الصدارة اليوم حاضر ومستقبل الشباب ومن أجل حقن الدماء وصيانة الأرواح والحفاظ على الممتلكات الخاصة والعامة .. والمقدرات الوطنية ومن أجل صيانة المكاسب والمنجزات واستئناف دوران عجلة البناء والتنمية وتحقيق الإصلاح الشامل والتقدم في التغيير نحو الأفضل!!.

الجمعة .. تكريس الفهم الصحيح لرسالة المسجد
في هذا اليوم الذي هو للمسرة الإيمانية ولتعزيز علاقات الأخوة مع وبمن حولنا حيث نقيم ونسكن أو نعمل وتوجيه الاهتمام نحو كل ما يغفل عنه الإنسان في أيام الأسبوع الأخرى من الواجبات والمندوبات والصلات الحميمة بسبب شواغل العمل -في البطالة المقنعة- تبرز الأهمية الدينية والوطنية لصلاة الجمعة والخطورة التي تمثلها رسالة المسجد السامية وبخاصة خطبتي الجمعة والتي لعبت للأسف الشديد في بعض المنابر في الساحات وغيرها دورا خطيرا في مفاقمة الأزمة السياسية خلال العام المنصرم وأساءت إلى أبعد الحدود إلى الدين القيم وأخلاق العلماء الأفاضل وجرحت واجبات الدعوة للتمسك بالدين العظيم والأخلاق الفاضلة .. وقد دفعت للحديث حول هذه القضية المهمة لأن البعض ما زال يمارس بث السموم وإذكاء روح الشقاق بما يوحي ويدلل على أنها موظفة لأغراض لا تخدم الدين وتعاليمه وقيمه السامية .. ولا تخدم واجبات الحرص على الوطن ووحدته وتماسكه ولا تقيم اعتبارا لسلامة المجتمع ومشاعر المواطنين في يوم عيدهم الأسبوعي الذي يتطلعون فيه إلى اكتساب فهم أعمق بأحكام دينهم وفضائل سيرة نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم ولما يربطهم بالقيم والمثل العليا الدينية والوطنية .. وكل ما يعزز الصلة الأخوية والعقيدية الحميمة في ما بينهم في بوتقة العروة الوثقى التي لا انفصام لها .. ولأن أولئك القلة من الخطباء الذين يخوضون في ما تجاوزته مرحلة الوفاق الوطني نتوجه بالكلمة إلى حكماء السياسة في تلك الأحزاب والتنظيمات السياسة التي ينتمون إليها لنقول لهم لا تتركوا المنابر المذكورة تهدم كل أسبوع ما تجاهدون من أجل بنائه في مرحلة الوفاق الوطني.. وازيحوا الأسطوانة المشروخة بالإثم من حلوق أولئك الذين ما يزال في قلوبهم مرض.

السبت .. الثورة على الذات ومعالجة النفس أولا:
إن الذي يتطلع لأن يكون على سلام مع الآخرين يجب أن يكون على سلام مع نفسه .. وأن يخرجها أولا من دائرة الإثم .. فيعمل على تطهيرها أولا من كل أنوع السوء وأخطر السوء .. الحقد .. والحسد

قد يعجبك ايضا