الثقافة العلمية.. طريق المستقبل

خليل المعلمي


خليل المعلمي –

لايمكن بأي حال من الأحوال إغفال الثقافة العلمية التي لابد أن تكون حاضرة في فعالياتنا وأنشطتنا الثقافية وفي اهتمامات رجال الثقافة والفكر سواء في الجهات الرسمية أو الأهلية والثقافة

العلمية جزء من الثقافة العامة التي تهتم بالمعلومات العلمية للأفراد بكافة شرائحهم ومهنهم خاصة أننا نعيش هذا العصر المتعدد المشارب والمآرب عصر المعرفة وعصر المعلومة وعصر

السرعة وعصر العلم وعصر التقنيات.
ولكي نواكب مجريات هذا العصر تزداد حاجتنا إلى نشر الثقافة العلمية عبر مختلف الوسائط والميادين وبطرق ووسائل شتى يأتي في أولوياتها المجلات العلمية والمواقع الالكترونية المعنية

بالشأن العلمي.
ومع التطور الهائل في مختلف العلوم الطبيعية والتقنية والطبية وغيرها يبقى حقا للقارئ على رواد المعرفة أن يقوموا بإصدار المجلات العلمية التي تشرح التفاصيل البسيطة في مختلف هذه

العلوم ونقل الجديد فيها وشرح المبهم منها بطريقة علمية ثقافية مبسطة تؤدي غرضها دون تعقيد أو تصعيب في ذلك.
ومع هذا فلاشك أن هناك أرضية لا يستهان بها من الشغف بالعلوم خصوصا لدى الكثير من الشباب وهذا ما دفع بعض الجهات لإصدار مجلات شهرية تعني بالعلوم وتقدم مادة صحفية علمية

للقراء.. وتسهم في تعريف القارئ العربي بأهم المنجزات العلمية في العالم والتعريف بالعلماء المبرزين أصحاب الاختراعات والنجاحات المبهرة والتي أفادت البشرية في جميع المجالات وتقديم

إنجازاتهم للبشرية وما قدموه من رفاهية بفضل هذه المنجزات المتفردة والتعريف بتراث العلم العربي والإسلامي وأبرز رواده ممن قدموا للبشرية وللعلم العديد من المخترعات العلمية التي

أسهمت في تطوير تراث العلوم الإنسانية وكذلك تعريف القارئ بالمصطلحات العلمية الأساسية وتبسيطها له.
ولأن مجلة العربي الصادرة من دولة الكويت منذ العام 1958م قد حوت في أعدادها السابقة العديد من المقالات العلمية وفي مجالات العلوم المختلفة فهي حريصة ومنذ الوهلة الأولى من تبنيها

لريادة الثقافة في الوطن العربي على إشباع القارئ العربي بكل فئاته الثقافية المختلفة على تلبية رغباته الذوقية ويظهر اهتمامها بالثقافة العلمية باختيارها لأول رئيس تحريرها لها وهو الدكتور

أحمد زكي الذي كان عالما كيميائيا خلال فترة حياته وكان حريصا على الكتابة في المجالات العلمية وحريصا على تثبيت العديد من الأبواب الخاصة بالثقافة العلمية ليتم من خلالها تبسيط

العلوم.
ونجد أن مجلة العربي قد بدأت بدعم هذا التوجه بإنشاء ملحق علمي للمجلة خاصة بالعلوم المختلفة وذلك في العام 2007م ليستمر هذا الملحق في الصدور ولمدة خمس سنوات فقد تكلل نجاح

هذا الملحق بإصدار مجلة علمية شهرية مستقلة عن مجلة العربي “الأم” مع بداية العام 2012م وذلك لتوفير مادة علمية ثقافية موسعة ومواكبة للتوسع الهائل في العلوم ونشر ذلك بين الشباب

العربي الطامح للاطلاع على أبرز الانجازات العلمية خاصة وأن العالم قد أصبح قرية واحدة.
وبالاطلاع على المجلة الجديدة ومحتوياتها فقد شملت أبواب عديدة وطرقت أبواب علمية جديدة لتشكل للقارئ مادة علمية غنية ليبقى الدور المناط بالمؤسسات الثقافية والعلمية لتدلو بدلوها في

هذا الاتجاه وتقوم بدعم ونشر الثقافة العلمية عن طريق الندوات والمعارض العلمية ودعم الباحثين وكذلك تفعيل دور الترجمة الذي لاشك أنه من الأسس الهامة في نقل العلوم والمعارف لنعيد

لهذه الأمة مجدها ونسهم في حضارتها المتجذرة في أزمنة التاريخ منذ القدم ولنجعل من الثقافة العلمية ومضة بسيطة لطريقنا نحو المستقبل.

قد يعجبك ايضا