أوجاع .. ومنغصات!!
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالفتاح علي البنوس –
ما أكثر الأوجاع والمنغصات التي نشكو منها في حياتنا اليومية شكاوى بلا حدود انطلاقا من الأسرة إلى الحي ومنه إلى المجتمع وصولا إلى الدولة ممثلة بسلطاتها وأجهزتها المختلفة ووصل الحال بالبعض منا إلى مرحلة الشكوى من أنفسهم وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على “أن الماء زاد على الطحين” ولا غرابة أن تصل معدلات الوفيات نتيجة الأزمات القلبية والجلطات إلى مستويات جنونية وخصوصا عندما تتزامن هذه الأوضاع المعيشية المريرة مع ابتعاد البعض منا عن المولى عز وجل ومعاناتهم من ضعف إيمانهم بالله وبحكمته ومشيئته في تصريف الأمور وتوزيع الأرزاق وتسيير كل صغيرة وكبيرة على هذه البسيطة.
ومن خلال هذه التناولة سنحاول تسليط الضوء على نماذج من هذه الشكاوى التي نلمسها ونرصدها من خلال واقعنا المعاش والتي تبحث عن حلول ناجعة من أجل تجاوزها من قبل الجهات ذات العلاقة:
– أولى هذه الشكاوى: تتعلق بالأوضاع المعيشية للمواطنين الفقراء وذوي الدخل المحدود والتطلع لخطوات عملية تقوم بها حكومة الوفاق الوطني من أجل تحسين هذه الأوضاع وإنهاء المعاناة التي يكابدها أبناء الشعب هذه الشكاوى هي الأكثر دويا باعتبارها تخص شريحة واسعة من أبناء الشعب في ظل اتساع رقعة الفقر وتنامي معدلات البطالة ضمن تداعيات الأحداث السياسية التي شهدتها البلاد العام الماضي وهو ما يحتم على الحكومة الشروع في تنفيذ خطة إنقاذ اقتصادية عاجلة وتوظيف جزء من المساعدات التي من المحتمل أن تحصل عليها من أصدقاء اليمن على هامش انعقاد مؤتمر أصدقاء اليمن المقرر في الرياض الشهر القادم فالمواطن يريد أن يحصد ثمار التغيير والتداول السلمي للسلطة والبداية من تحسين أوضاعه كخطوة أولى.
– ثاني هذه الشكاوى الجماهيرية هي: غياب الأمن وانتشار الفوضى وغياب هيبة الدولة وهي أمور يمكن معايشتها من خلال انتشار عمليات التقطع والنهب والسلب على امتداد الطرقات العامة واستمرار تواجد المظاهر المسلحة في العاصمة صنعاء وعموم محافظات ومدن الجمهورية واستغلال العناصر التخريبية للأوضاع التي تمر بها البلاد للقيام بأعمال تخريبية تؤدي إلى إقلاق الأمن والاستقرار والسكينة العامة وكذا العمليات الإرهابية التي تقوم بها عناصر القاعدة في عدد من محافظات الجمهورية واستهداف أبناء القوات المسلحة والأمن والمنشآت الحيوية وما يترتب على ذلك من خسائر في الأرواح والممتلكات كل هذه الممارسات أفقدت الدولة هيبتها وزادت من معاناة المواطنين الذين صارت حياتهم محاصرة بالرعب والخوف والقلق والذين يتطلعون إلى إجراءات رادعة وحازمة من شأنها استعادة حالة الأمن والاستقرار وفرض هيبة الدولة وتأمين الطرقات وتطبيق النظام والقانون على القوى التخريبية والعناصر الإجرامية التي تعبث بأمن واستقرار وممتلكات ومكاسب الوطن لأنهم يدركون جيدا أن توفر الأمن في البلاد هو العامل الأساسي الذي يقود إلى بناء اليمن الجديد وصنع المستقبل المشرق للبلاد والعباد.
باعتبار أن الأمان قبل الإيمان وفي ظل حالة الفوضى والإنفلات الأمني القائم فإنه من المستحيل تحقيق تقدم ملحوظ في الجوانب الإصلاحية المنتظرة من حكومة الوفاق الوطني وهو ما يحتم على الرئيس هادي وحكومة الوفاق ومعهم اللجنة العسكرية العمل الجاد والمخلص من أجل عودة الأمن والاستقرار والقضاء على الإنفلات الأمني والانتصار للمصلحة الوطنية من أجل أن يتجاوز الوطن الأوضاع الراهنة.
ومن الشكاوى التي تبحث عن حلول: تلك المتعلقة بتحسين أوضاع الخدمات الأساسية المرتبطة بحياة ومعيشة ومستقبل المواطنين ومن ذلك تحسين أوضاع الكهرباء والحد من الإنقطاعات والإطفاءات والضرب بيد من حديد ضد المعتدين على خطوط النقل دون الحاجة إلى الدخول معهم في مفاوضات وتقديم الأموال لهم لضمان عدم تكرار هذه الاعتداءات كما كان في السابق وكذا تحسين أوضاع مشاريع المياه وإنهاء معاناة المواطنين والعمل على استمرارية تدفق المياه دون انقطاع لضمان تسديد المشتركين فواتير الاستهلاك دون مماطلة أو تأخير وكذا إنهاء الأزمات التموينية المفتعلة في المشتقات النفطية وتوفير هذه المشتقات بأسعار مقبولة وبكميات تلبي حاجة الاستهلاك المحلي والعمل على إلزام التجار بتخفيض الأسعار بالتزامن مع انخفاض سعر الدولار وتراجع الأسعار الخاصة بالسلع العالمية وفرض رقابة مستمرة عليهم وكذا الاهتمام بالعملية التعليمية والتربوية والابتعاد عن إقحامها في الصراعات السياسية والحزبية والعمل على إحداث ثورة تعليمية تسهم في تحسين مخرجات العملية التعليمية بمختلف مراحلها للإسهام في بناء اليمن الجديد وتحقيق الأهداف والغايات المنشودة على مختلف المستويات والأصعدة باعتبار التعليم هو الوسيلة المثلى للتغيير نحو الأفضل والعمل أيضا على تحسين الخدمات الصحية وتمكين المواطنين من الحصول على خدمات متميزة وبتكاليف رمزية زهيدة للحيلولة دون وقوعهم فريسة لاستثمارات المستشفيات الخ