السيارات المفخخة
حسن طه الحسني
حسن طه الحسني –
فقهاء وشباب القاعدة ينطلقون باسم الجهاد في القتال الشرس وفتح جبهات في كثير من دول الإسلام وفي بلدان الغرب من غير بلاد المسلمين ويتسببون في تقتيل أنفسهم وتقتيل الأبرياء من المسلمين ومن غيرهم وفي الظاهر أنه جهاد وقتال واستماته ما أنزل الله بذلك من دليل لا من سنة ولا من كتاب جهاد بغير ما أقره ديننا الإسلامي الحنيف مخالف للفقه ولنصوص ثابته محكمة وفي هذا القتال الشرس تتآمر على تقتيل البشر مسلمهم وغير مسلمهم تخريب وتدمير وتخويف الأمنيين وكل ذلك يدل على عمي في البصر والبصيرة وقصر في النظر وهذا التفكير يتناقض مع فلسفة الإسلام التي هي في الأصل تعاليم شرعية ونصوص ثابتة والمؤمن الحق في هذه الحياة عنصر مهم يصلح ولا يفسد وللمسلم خصوصيات في هذه الحياة أهمها تنفيذ أمر الله واجتناب نواهية شجاع لا يغدر ولا يتآمر لأن الغدر والتآمر صفة مذمومة والإستكبار في الأرض والمغامرات من الظلم الكبير ومخالفة للشرع الحكيم وسنة النبي الكريم ( ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا ) (21 ـ الفرقان ) ( ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا وليتا ليتني أتخذت مع الرسول سبيلا ) 27 الفرقان.
وكل ظالم ظلم نفسه بقتلها أوبالإعتداء على نفوس بريئة يكون في حكم الأشقياء والنادم لا ينفعه ندمه ولا يفيده عض يديه لأنه بالعنف واستخدام وسائل الموت أنصرف عن هدى الله وعدل بنفسه وهو بصير إلى طريق الضلال يتبع الشيطان ومن يتبع الشيطان فقد أضله وخذله واوقعه في شر فعله وتدبيره وخذله عن الحق وصرفه عنه واستعمله في باطل ودعاه إليه وصدق الله ( وكان الشيطان للإنسان خذولا ) وإذا كان يوم القيامة ندم وتحسر حين يرى العقاب والعذاب والحساب وسوء العقاب خلود في النار لارتكاب جريمة وكبيرة من الكبائر كقتل النفوس البريئة وأول ما يحاسب العبد على صلاته وأول ما يقضي بين الدماء ومن لا تنهيه صلاته على الفحشاء والمنكر فلا صلاة له . وقتل النفوس وتدمير الممتلكات العامة والخاصة والاعتداء على الأمنين من الكبائر.
روى ابن عمرآن الكبائر تسع منها قتل النفس وشهادة الزور والفرار من الزحف وسب السلف الصالح (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا (58 ـ الأحزاب ) وقال تعالى ( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ) الشباب يجب أن نعدهم للجهاد الحقيقي ضد اليهود الغاصبين لأرض فلسطين وأن يكونوا قنابل ومتفجرات ومفخخات ضد أعداء الدين والوطن والسلام والعدل والأمن والإستقرار.
تربية الشباب على الدين ومعاني العفة والطهارة والنقاء والتربية الصالحة تجعلهم قوة فاعلة ورادعة تحمي الدين والوطن والعقيدة ( والذين جاهدوا فينا نهديهم سبلنا وأن الله لمع المحسنين).
ـ السيارة وسيلة من وسائل المواصلات الحديثة ونعمة من نعم الله الكثيرة التي لا تقدر بثمن مسخره لحمل الناس وأمتعتهم (والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستوواعلى ظهوره . ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون ) (12 ـ 14 ) الزخرف.
ـ العنف وقتل الأبرياء عمل من أعمال القبائل البربرية الذين عاشوا في صحراء كبي وغوبي صحارى رملية موقعها وسط أسيا الممتدة جنوب منغوليا واقليمي كان سويسن كاينغ في الصين يقول الدكتور طارق شمس : وتباين الصينيون التتار وقبائل المغول بحسب تطورهم في ثلاث مجموعات التتار الأبيض وسكنهم بالقرب من سور الصين والتتار السود ومنازلهم شمال صحراء غوبي والتتار المتوحشون تجمعوا فيما وراء بحيرة بايكال في منطقة الغابات واعتمدوا على الصيد وإليهم ينسب جنكيز خان .. وحياتهم تلك خلقت شعبا همجيا وجهته الصراع مع قوى الطبيعة ضمن بيئة السلطة فيها للأقوى . والأربيون كانوا يطلقون على البربر اسم : تاتاروس .. وهي مكان في العالم السفلي عند الأغريق تعاقب فيه الروح التي ارتكبت على الأرض انصرفت إلى القتل والسلب في بداية غزوات العالم الإسلامي ويؤكد بن الأثير بأنهم : تعودوا على شظف العيش فكانوا يأكلون كل شيء كلاب . فيران . قطط . خنازير وغيرها ..
ـ ديننا دين التسامح والرحمة لا دين الحقد واستخدام العنف والسيارات المفخخة دين الأعتدال والوسطية والأمن والعدل الدائم المرتبط بالمحبة القائم على السلوك والمنهج الموحد . دين الحوار والجدال بالتي هي أحسن بعيدا عن الإرهاب والترهيب الذي شوه الصورة الجميلة لفريضة الجهاد الحقيقية فالإرهاب تحطيم لكل إمكانيات البلد المادية والبشرية وتمزيق لوحدة صف الأمة . يقضي على التراحم ويقطع صلة القربى ويبعدنا عن الأمل في تحرير قبلة المسلمين الاولى فلسطين من اليهود الغاصبين والإرهاب كارثة على أمة الإسلام يمتهن كرامتها ويشتت وحدتها ويعصف بوطنها ويغرق علمائها ويتمرد الناس على السلطان بدلا من طاعته وتعظيمة وكذلك العلماء والإستخفاف بهما