افياء
–
محمدالقعود
من دفتر الأشواق »3«
-1-
غدا سأعتزل الحنين
وأودع أحلامي في ملجأ للمشردين
وأحرق أوراقي وقصائدي
وأحذر الذكرى من المرور
بجوار جروحي أو اللعب في حارتي القديمة
غدا سأشيع إلى النسيان
ضحكاتي العابثة وخطاي الفوضوية
ودفء المودة الضائعة
وهمس الأنامل الحميم
وعبق عطري المميز
وصدى أغنية »الحب اللي كان«
غدا سأقف وسط الشارع
وأعلن براءتي من عالم الزيف
وانضمامي إلى براري العزلة
وفضاءات الشجون..
غدا سأعتزل أحلامي
وأذهب إلى السوق وحيدا
وأتجنب أسئلة البيوت العتيقة
عن غيابكö المثير للصدى
غدا سأعتزل الطمأنينة
وأذهب إلى اللغة
بحثا عن معنى جديد للحياة
غدا سأدعو محمد القعود
إلى إعلان هزيمته في الفوز بقلب من يحب
والاحتفاظ بضحكاتها الخضراء
والإعتراف بسقوطه
في معركة الظروف الحاسمة..
غدا سأعتزل السهر
والدردشة عبر »الهوتميل« و»الفيس بوك«
لأن من أحب
قد اختارت نافذة أخرى
وظلا مجهولا
وجدارا عابرا ترسم فوقه صمتها العتيق
غدا سأعتزل الحنين
لأن من أحبها
قد أسلمت يدها لعابر غريب
ومنحت ربيعها لضباب خريفي
وأغلقت قلبها أمام عصافيري الشريدة..
-2-
سأعبر الشارع وحيدا
وأنتظر طيفك في الرصيف المقابل
سأحاول أن أتحاشى
سيارة الأيام الطائشة
وأتجنب الاصطدام بحافلة الظروف الطارئة
لكن كلماتك القاسية
ستدوسني وتتركني على قارعة الطريق
جثة تسيل منها الذكريات..
-3-
جيوبي خالية
من الفرح ومن زهو الكلام
لذلك كانت التعاسة
تعاملني كمتشرد
يجب منعه من الجلوس
بجوار رغيف الخبز الساخن
-4-
لم توجعني طعناتك
ما آلمني هو أن يتحول فمك
من نبع عسل إلى فوهة تطلق الرصاص
والكلمات الناسفة
وأن يتخلى عن لونه الوردي
ويتحول إلى لون قاتم ينثر الكآبة والحدöاد..
ما آلمني أكثر..
أن يتحول ذلك الفم الملائكي
إلى قناص
يصوب طلقاته القاتلة نحو قلبي..
ما آلمني أكثر..
أن يتحول فمك السكر
إلى ثمرة مريرة تضج بالعلقم..
-5-
والحب لا أول له
والعمر لا طعم له
والشعر لا معنى له
والورد لا عطر له
والقمر لا ضوء له
والقلب لا شريك له
إلا بـ »….«
من أحب وأترنم باسمها..
-6-
أفراد الأيام
مثل سجادة عجمية
وأعلم أحلامي السير
نحو بيتها الآمن