تشافيز (2)

عبد الرحمن بجاش

 - اللمسة الإنسانية, والانحياز للناس, والرؤية التي تتحول إلى مشروع ما يميز الزعماء عن الآخرين, وخذ مهاتير نموذجا.
تشافيز كان يقضي ساعات تبلغ أربعين في الأسبوع يتحدث إلى الناس عبر المذياع, خوليو
عبد الرحمن بجاش –
اللمسة الإنسانية, والانحياز للناس, والرؤية التي تتحول إلى مشروع ما يميز الزعماء عن الآخرين, وخذ مهاتير نموذجا.
تشافيز كان يقضي ساعات تبلغ أربعين في الأسبوع يتحدث إلى الناس عبر المذياع, خوليو بلا منزل, فيتبرع له من مرتبه وتقرضه الدولة ما تبقى, كاسياس تخلت عنه صديقته فيفضفض لشافيز, سارة أمها مصابة بالسرطان فيحل مشكلة علاجها, وحين تسلم الرئاسة لأول مرة بعد فوزه كان لا بد أن يوقع على الاستلام في قصر الرئاسة وهو تقليد فنزويلي, قال وجدت أن القصر يعج بمواطنين من الطبقة الفقيرة فرحبت بهم وتبادلت معهم النكات ووسعت لهم المكان للجلوس, القصر ملكهم, نفسهم الفقراء المحيطة أكواخهم بالعاصمة كاراكاس اندفعوا إلى صناديق الاقتراع ينتخبونه, ويوم أن تآمرت المعارضة عليه وهي خليط من فئة المتخمين هب الفقراء إلى العاصمة يحمون تشافيز الذي لم يجد له محاكيا عربيا ليمد جسوره في هذا العالم المتخم بالحكام وغياب المشروع !.
تشافيز منذ أن قاد انقلابا فاشلا ودخل السجن ليخرج بعد فترة قصيرة وينتصر ويتولى ويصير عنوانا لنضال أمريكا اللاتينية كلها ضد الظلم وناهبي ثروات الشعوب ويشكل مع كاسترو ثنائيا مثل بقايا عالم حاول أن يكون مثاليا فلم ينتصر نهائيا, كان سيمون دي بوليفار ولا يزال بعد مرور 182 عاما على وفاته عنوان أمريكا اللاتينية لم يكمل ثورته وظهر تمثاله مؤخرا في القاهرة كدليل على شيء ما, فجاء تشافيز ليستكمل فلم يكمل, يبدو أنه جاء في الزمن الخطأ, سقط في منتصف الطريق, ولا تدري ماذا سيفعل الفقراء لينتصروا!.
يبدو أن عصر الكبار يأفل نجمه ليحل الصغار مكان الأحلام العظيمة للشعوب ويختفي الزعماء من المشهد ليظل كاسترو لوحده يصارع في سبيل أن تظل كوبا عنوانا لمن يحلمون, ولا تدري هل ستتمدد ميامي إلى أن تصل إلى هافانا بعد موته, وتظهر جوانتانامو أو تظل عنوانا لزمن هيمنة شركات النفط ¿, يظلم هذا الزمن فوق ظلم الحكام بفقد الرجال الكبار أمثال هذا الرجل تشافيز الذي ظل يعمل طوال الليل والنهار من أجل فنزويلا وفقراء العالم علهم يعتدون به ويحطمون أغلالهم .. بقي كاسترو وبقي أن نسأل: ما القادم إلى هذا العالم¿ هل هو البديل الثالث مثلا¿ أم أن الظلم سيفرز أشكالا أخرى من نضال الإنسان في سبيل الانعتاق¿ فالعالم لا يزال ظالما برغم كل الترويج لزمن الديمقراطية الناهبة لثروات الشعوب تحت شعار العولمة!.

قد يعجبك ايضا