السلاح.. موت يباع في شوارع المدن !!

عبد الناصر الهلالي

 - 
في العام 2007م كنا في زيارة عمل إلى محافظة مارب..لم يكن غريبا حينها أن نشاهد الكثير من الناس وهم يحملون على أكتافهم السلاح متعدد الأنواع..لم يكن غريبا حينها أن نمشي بصمت دون التعليق..أو حتى التمعن في الرؤية.
قبل أ
عبد الناصر الهلالي –
في العام 2007م كنا في زيارة عمل إلى محافظة مارب..لم يكن غريبا حينها أن نشاهد الكثير من الناس وهم يحملون على أكتافهم السلاح متعدد الأنواع..لم يكن غريبا حينها أن نمشي بصمت دون التعليق..أو حتى التمعن في الرؤية.
قبل أن نودع الشارع الرئيس للمدينة باتجاه(حريب)قال لي أحد الزملاء”انظر إلى تلك الدكاكين”لم أعر الأمر اهتماما..قلت في نفسي هي دكاكين متراصة ككل الدكاكين التي تبيع ما يحتاجه الناس’وغبت في الصمت لبرهة غير أن الزميل لكزني قائلا”قلنا انظر في تلك الدكاكين يبيعون مختلف الأسلحة”..بالفعل كان الأمر غريبا بالنسبة لي رغم تسلح الناس في وسط المدينة بالبندقية..هذا يحدث في صنعاء العاصمة..نعم يحدث أمام منازل المشائخ والنافذين..هؤلاء دأبوا على ذلك لزمن ولا زالوا دون خلق الله من البشر.

في العام ذاته ذهب أحد الأقارب إلى صعدة كممر للعبور إلى السعودية ’وفي سوق (الطلح) باغته رصاصة طائشة في قدمه اليمنى ..حينها كان والدي بصحبته..أسعف الرجل وضاع الرامي للرصاصة..تحدث الناس في المكان هذا يحدث كثيرا في صعدة..وعلق أحدهم”اسعف المصاب قبل أن ينزف دمه لن تجد غريما هنا.
سوق(الطلح)من الأسواق المشهورة في بيع السلاح منذ زمن بعيد..فيه تجد أنواع الأسلحة الخفيفة بالطبع..واستمرت هذه الأنواع من الأسلحة حتى العام 2010م..بعد ذاك التاريخ تغيرت الأمور وذهب الناس إلى هناك لشراء مختلف الأسلحة بما في ذلك صواريخ(لو).في الأثناء لم يعد سوق (الطلح) وسوق(مارب)المخصصان لبيع الأسلحة.
في العام2011م تحولت صنعاء إلى سوق مفتوح لبيع الأسلحة أيضا’كما هو شأن المحافظات الأخرى..المدن الرئيسة في المحافظات إذ تحولت إلى أسواق لبيع الأسلحة..في العام ذاته وزعت الأسلحة بالمجان على الكثيرين من المناصرين لهذا الفريق أو ذاك من فرقاء الصراع المسلح..لا أتحدث عن الثورة الشبابية الشعبية..الثورة بريئة من كل هذا.
والذين أخذوا السلاح بالمجان تحولوا إلى تجار للأسلحة بقدرة قادر..إنفلات غير مسبوق في تاريخ اليمن لبيع الأسلحة بمختلف الأنواع..تحذيرات كثيرة أطلقها نشطاء حقوقيون من مغبة انتشار السلاح بالمدن بتلك الصورة..وتأثير ذلك على البلد عامة في قادم الأيام.
وزير الدفاع نهاية العام الماضي تحدث عن إفراغ اللواء الأول من السلاح والكادر البشري بنسبة(90%)قبل أن يتحول اللواء ذاته إلى حرس رئاسي..قال الوزير ذلك دون أن تتخذ إجراءات رادعة بحق الفاعلين الرئيسيين لتلك الجريمة..صيحات رسمية كثيرة أطلقت مع الإشارة إلى أطراف بعينها قامت بتفريغ بعض المعسكرات من الأسلحة التي يجب ألا تصل إلى أيدي الناس’وكله حق الدولة..الرئيس يوم أمس الأول قال”نحن نعرف من يبيع السلاح” يعني اللجنة العسكرية ووزارتي الدفاع ’والداخلية على علم بالذين وزعوا السلاح ويبيعونه اليوم على الناس في الأسواق ’والأزقة..غير أن العقوبات الرادعة لا تتم بحق أولئك النفر من العابثين بالوطن والناس.
اليوم بتنا نسمع عن بيع الصواريخ في المدن ..أمور كهذه لم تكن متوقعة..أليس كذلك¿
لم يتوقع الناس أن نصل إلى هذا المستوى من العبث.
بالمقابل لا ينكر أحد أن حملات الدفاع والداخلية مستمرة..لكن التساؤل مشروع في حالة كهذه..من أين تأتي هذه الأيام الأسلحة إلى الأسواق ¿ ومن يقوم بترويج السلاح وبيعه¿ وأين هي الحملات العسكرية من كل ذلك¿ وأين يكمن دور تلك اللجنة العسكرية لدرء هذا العبث المنظم في البلد¿
كل هذه الأسئلة لا نجد الإجابة عليها بصراحة الجميع يخفون الإجابات التي يحتاجها الناس..الجميع يحاولون تجاوز الفترة الانتقالية بهدوء’غير أن الطرف الذي لا يريد للمرحلة أن تتجاوز مرحلة الخطر مستمرا في بيع الأسلحة وإفراغ المعسكرات منها لكي تباع في أسواق المدن..يقول المواطنون أمام كل حملة عسكرية”هؤلاء شطار علينا ولو مر طقم بالمسلحين المدنيون يتركوهم وشأنهم”.
انفصام في التعامل مع القانون ’وتطبيقه..يجب ألا يفرق القانون بين المواطن والشيخ والضابط النافذ..يجب أن يكون الجميع سواسية أمام القانون.
لم يعد هناك أو هكذا يجب أحد فوق القانون ’ثم أن الحملات العسكرية والأمنية لن يكتب لها النجاح في عملها طالما أن القانون يجتزأ وتطبيقه خاضع للمزاج العام.
اليوم نحن أمام مشكلة حقيقية ..مشكلة وجود الأسلحة في الأسواق..من أين تأتي¿.عبر التهريب التي لا يعرف عنها أحد إلا عند وقوع مشكلة تودي بحياة آدميين كالتي حدثت في شارع الجزائر قبل أشهر¿من أين تأتي ¿ هذا دور الجهات الأمنية.
كيف تباع ف

قد يعجبك ايضا