الضحايا يشعلون شموع الحوار

معاذ القرشي


 -  كأني بشهداء جمعة الكرامة في صباح 81 من مارس القادم وهو نفس اليوم الذي سقطوا فيه على درب الثورة السلمية يشعلون الشموع فرحا بأن دماءهم لم ولن تذهب هدرا.
معاذ القرشي –

كأني بشهداء جمعة الكرامة في صباح 81 من مارس القادم وهو نفس اليوم الذي سقطوا فيه على درب الثورة السلمية يشعلون الشموع فرحا بأن دماءهم لم ولن تذهب هدرا.
لقد أورقت ثورة سلمية وتغييرا شاملا يمثل مؤتمر الحوار الوطني أول ثمار هذا التغيير بما سيخرج به من رسم خارطة طريق لبناء الدولة المدنية الحديثة دولة المؤسسات والحكم الرشيد دولة لا ظالم فيها ولا مظلوم..
كأني بدماء الثوار من شباب الساحات في يوم الحوار الوطني الشامل وقود لإسراج ملحمة يمنية خالدة تعزف لحن الخلود للإنسان وأمنه واستقراره.
كأني بكل الضحايا الذين سقطوا في مراحل الصراع سواء كان صراعا بين الماضي والمتخلف والحالمين بالمستقبل المشرق أو صراع النظريات والأفكار المختلقة يشاركون شهداء جمعة الكرامة احتفالهم بدنوا لحظة لطالما حلموا بها هي لحظة انعتاق الشعب وخروجه من دوامة الصراع إلى نور المصالحة الوطنية الشاملة مصالحة تنتصر لليمن وتعالج الأخطاء وتراجع الماضي بعقليات متفتحة لامكان فيها للإقصاء أوالتهميش ليخرج اليمن أكبر وأقوى وأجمل..
الجيل الذي صنع التغيير وكانت السلمية خياره رغم أن الطغاة كانوا يسخرون من هذه الخيارات لكن هذه الأدوات البسيطة برهنت أنها أقوى من كل أدوات القمع والموت الهتافات والأناشيد صنعت خيارات الحل وقف الهتاف في مواجهة الرصاصة وانتصر عليها ” انتصر الدم على السيف ” ونحن الآن في موسم الحصاد لأول ثمار الثورة إنه الحوار الوطني الذي سيكون جسر العبور إلى المستقبل والبوابة للولوج نحو الخيارات الآمنة لأول مرة ونقول لمن لا يزالون يراهنون على الماضي يراهنون على الماضي لا تتركوا القطار يفوتكم وهو نفس القطار الذي كنتم تقولون إنه سيفوت الشعب ونقول لكم الآن لا تجعلوه يفوتكم فلا محطة أخرى ستجدونها بعد ذلك للصعود إليه لآن شعبنا قرر أن يسير نحو الأعلى نحو تعويض سنوات عجاف من حكم الفرد إلى رحاب دولة المؤسسات والقوانين هذه هي رحلة شعبنا الطويلة التي يتحفز لها الآن وهو قادر عليها يدفعه تاريخه العريق وطابور طويل من الضحايا الذين سقطوا من أجل هذا الحل الذي صنعوه بدمائهم وبإصرار عنيد على قلع سد كان حائلا بين الشعب وبين الخلاص وهنا أتذكر الشاعر/ عبدالله عبدالوهاب نعمان وهو ينشد ويقول:
كم شهيد من ثرى قبر يطل
ليرى ما قد سقى بالدم غرسه
وفعلا ينهض الشهداء في صباح يوم الحوار ليشاهدوا أبناء شعبهم وهم يعزفون سيمفونية يمنية خالدة هي سنفونية الحوار الوطني في لحن وطني يسمعه الشعب من المهرة حتى صعدة لحن يشنف آذان الضحايا ويصل إلى مسامع الطغاة وينظرون إليه ملء عيونهم..

قد يعجبك ايضا