كلكم يبكي.. فمن سرق المصحف¿!!

عبد العزيز الزر يقي

 - يحكى أن الإمام والفقيه مالك بن دينار صعد ذات مرة  المنبر,فخطب خطبة بكى وتباكى كل من في المسجد ,فلما فرغوا من الصلاة التفت بعض المصلين إلى
عبد العزيز الزر يقي –
يحكى أن الإمام والفقيه مالك بن دينار صعد ذات مرة المنبر,فخطب خطبة بكى وتباكى كل من في المسجد ,فلما فرغوا من الصلاة التفت بعض المصلين إلى مصاحفهم ,فلم يجدوها ,فقام فيهم واعظا: ويحكم كلكم يبكي.. فمن سرق المصحف¿!!
هذا هو حال البلد اليوم ..فكثيرا ما نسمع من يبكي ,ويتباكى على هذا الوطن الغارق في النزيف , ولكن واقع الحال يكذب ما يذهبون إليه.
كثير من النقد الهدام يطال رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والحكومة, لكن قليلا من النقد البناء الذي يتجه لمساعدتهم على تجاوز المصاعب, والمعوقات التي تعترضهم في هذا المنعطف التاريخي والحساس من تاريخ اليمن المعاصر.
نرى ونسمع الاتهامات المتبادلة في وسائل الإعلام بين الأطراف المختلفة بشـأن عرقلة (التسوية السياسية) ,وبينهما مجلس الأمن يصدر الرسائل, ولائحة الاتهام لمعرقلي التسوية , وربما تتسع هذه القائمة حسب ما أشار إليه رئيس الجمهورية مؤخرا,لتشمل آخرين في قادم الأيام, إذ لم يستوعبوا الدرس جيدا.
كان لدينا أستاذ لغة إنجليزية من أصل أمريكي فكان الموضوع عن الأحلام (Dreams) ,فبدأ يطلب من كل شخص كتابة أحلامه, فقام أحدهم قائلا: أنت في اليمن (مثلث برمودا) لفقدان الأحلام!!
فرد عليه الأستاذ : إذا كنت تشعر بأن هناك وضعا غير سوي يقف عائقا أمام أحلامك فغير .. وبعد جدل عقيم كعادتنا نحن العرب قام وكتب في السبورة عبارة لم أنسها منذ ثلاث سنوات تقول:‘‘لاتنتظر ما الذي سيفعله لك الوطن .. الوطن ينتظر ما الذي ستفعله له’’.
أرايتم ماهي القيم الحضارية التي يبني الآخرون بها أوطانهم¿!!
فالوطن هو: محصلة جهد مخلص يبذله أبناؤه ,ويعكس ما يؤمنون به من معتقدات وأفكار صائبة فتبني أو سلبية فتهدم ,وكما يقول دايل كار ينجي:‘‘ حياتنا من صنع أفكارنا ’’.
إذا :علينا التخلي عن دور (شعب الله المحتار) الذي عندما يطلب منه أن يقول يصمت.. وعندما يطلب منه أن يعمل يقول, وحتى نخرج من الدائرة المفرغة (العقول المغلقة)علينا التوجه صوب الثامن عشر من مارس لصنع اليمن الجديد, وتوديع أثقال الماضي البغيض.
فخلاصة التغيير هو: انظر .. اشعر…غير, فالدراسات تقول إن 2%من الناس لديهم القابلية أن يتغيروا و98%يكتفون بالشكوى.. اللهم كثر نسبة القابلية للتغيير .
لندع ‘‘العقل الجديد’’ المتمثل بالشباب الخالي من رواسب الماضي, وإفرازاته, بالإضافة إلى العقول الكبيرة التي بمقدورها فك عقد الماضي, وعدم اجتراره أن تقود قيادة التحول في هذا البلد المنهك للأسف ! بالعابثين بمختلف ألوانهم ومشاربهم.
يصف عضو اللجنة الفنية للحوار الوطني الشامل ـ الدكتور/ياسين نعمان ـ في محاضرة سابقة له ‘‘العقل الجديد’’ الذي يجب أن يتسلم دفة التغيير بقوله:‘‘اليوم نستطيع أن نقول أن العقل تسلم الميراث في ظروف جرى التمهيد لها بواسطة الثورات الشعبية الشبابية السلمية واليمن الذي تخطى فتنة الحرب الأهلية التي كانت من الممكن أن تلتهم ثورته السلمية سيمضي على قاعدة التغيير باتجاه بناء دولته المدنية الديمقراطية عبر حوار شامل يشارك فيه الجميع دون استثناء وبمشاريع سياسية تعكس بتنوعها وتباعدها عمق المشكلة التي وصل إليها البلد, ولا طريق أمام هذه المشاريع سوى أن تتحاور,لقد عانى اليمنيون كثيرا ويستحقون هذه الفرصة التاريخية ليبدأوا من جديد على طريق لا أقول معبدة ولكن أكثر وضوحا’’.

قد يعجبك ايضا