مهاتير ( 1 )

عبد الرحمن بجاش

 - 
 ذات لحظه وقد تراءت له ماليزيا تخرج إلى العالم , رأى أنها بحاجه إلى ما يميز شخصيتها عن غيرها ويقدمها إلى العالم , كان لا بد من رمز وعنوان , كان الرمز مهاتير يبرز رويدا رويدا بهدوء وثقة.
عبد الرحمن بجاش –

ذات لحظه وقد تراءت له ماليزيا تخرج إلى العالم , رأى أنها بحاجه إلى ما يميز شخصيتها عن غيرها ويقدمها إلى العالم , كان لا بد من رمز وعنوان , كان الرمز مهاتير يبرز رويدا رويدا بهدوء وثقة.
إلى ما قبل تلك اللحظة كانت ماليزيا تعرف بتنكو عبد الرحمن في قمم العالم الإسلامي العقيمه تأثرا بجارا تها العربيات من القمم !!! وكان لا بد من العنوان الذي أول ما تلمحه كترويسة الصحيفة تعرف الشخصية . قالها ذات صباح لا بد من شيء يرمز إلى التعايش والتميز وروح الإسلام , فخرجت فكرة برجي بتروناس , وقالها : لا بد أن يحمل الطابع الإسلامي , فجلب عظام المهندسين من فرنسا وأمريكا , وبيت خبره أمريكية في كوالالمبور , فهرش كبيرهم رأسه كيف يوفق بين متطلبات الهندسة التي تحكمت بها مساحة الأرض المتاحة وما يتخيله الرجل , وكانت الفكرة مربعين متداخلين ينتج عن تداخلهما ما يشبه النجمة , فلم يف الشكل بغرض الوصول إلى الطابع الإسلامي , لتأتي الفكرة النهائية من مهاتير نفسه ,اختط حول المربعين المتداخلين نصف دوائر تحيط بهما , ليظهر برجا بتروناس بالعظمة الإسلامية وعظمة العلم اللتين جعلتا صاحبي فيصل – إذا لا يزال صاحبي – يتصل بي : هاانا ( مخزن ) في أعلى بتروناس , وعندما قلت : لم تخزن هنا فتخزن هناك , قال ضاحكا : يا عم لو تشوف عظمة المشهد وأنت مخزن !!! . مهاتير وبتروناس صارا وجهي عملة اسمها ماليزيا خرجت إلى العالم بفضل مشروع رجل استطاع أن يوحد شتات الأعراق والطوائف ويقدم ماليزيا قائمة على علم ودين , علم يقود السفينة ودين يحفظ روحها , وهكذا تظل خلطة مهاتير من أعظم خلطات التاريخ !! أين العقل العربي منها , في وقت كل وسائلها متاحه ينقصها فقط صاحب المشروع والرؤية . في ذلك العالم ترك الرجل بلده تطاول السماء تنظر إلى ما حولها من أعلى قمة بتروناس , نتقزم تحتها حتى لا نكاد نرى , لسبب بسيط أن من يتولون امورنا رجال عاديون انعكاسا لضياعنا فلا يمتلكون مشاريع ولا رؤى , ولذلك لا ترى نموذجا واحدا في هذا الوطن العربي خرج إلى العلن يعلن عن مستقبل آخر , لا زلنا نحبو وسنظل حتى يقيض الله لهذه الأمة رجلا أو رجالا يفكرون بالأبراج العالية التي تطاول هام السحاب , ولا يقضون الليالي يتخيلون مشاريعهم الشخصية , وشتان بين صاحب المشروع وصاحب الشارع !!!!

قد يعجبك ايضا