الجسور والأنفاق.. حلول يخنقها الزحام

تحقيق مصور محمد محمد إبراهيم


تحقيق مصور/ محمد محمد إبراهيم –
بالأمس كنا نتحدث عن مدينة تتسع صوب أفق عشوائي لتضيق مساحة وجمالا وانسيابا وكانت الجسور والأنفاق هي خارطة الطريق المثúلى المعول عليها فض اختناق أوقات الذروة في عاصمة – تتميز شوارعها بعقد تتداخل فيها “بين كل جولة وجولة ..” وأغلب هذه الجولات إما معطلة إشاراتها الضوئية لخلل فني أو بسبب اعتداء بشري أولا وجود لها في ثقافة وأدمغة السائقين..

اليوم وبعد إنجاز عدد من التقاطعات في أمانة العاصمة من الجسور المعلقة والدوارات الواسعة لم نعد نشتكö ضيق الشوارع أكثر مما نشتكي زحام هذه الجسور والجولات المستديرة حول جزر دائرية خيل لنا أنها ستكون بهجة المدينة وشهرة شوارع عاصمة تشرöف كل اليمنيين.. ولم يكن العيب في التخطيط ولا الإنجاز إنما العيب في ثقافة الناس وتصرفاتهم المعززة بغياب القانون واللوائح المنöظöمة لمواقع الأسواق والفرز وانسياب الحركة المرورية.
إلى جانب ما تحكيه صور هذا التحقيق المصور ومثلها تتكرر بالآلاف على مدى 24 ساعة وعلى مساحة أمانة العاصمة وأينما وجدت الجسور والأنفاق تجد مشكلة الاختناق وقد امتدت حتى خارج النفق أو تقدمت حتى بداية الجسر.. وهذا ما هو جلي وظاهر في أقدم الجسور في صنعاء نفق وجسر الصداقة والزبيري- وتقاطع التحرير – كلية الشرطة.. فبين النفق والجسر المعلق- وهي المساحة التي تشكöل مربعات فارغة كمواقف تستدعيها حساسية الموقع أمام البنك المركزي – يتكرر مشهد الباعة المتجولين وتجمع المتسولين أو أماكنهم.. وفي مخرج النفق باتجاه باب اليمن يختنق السير إما بالوقوف الخطأ أو الباعة أو فرزة غير متوقعة بين الساعة والأخرى وعلى مخرج النفق باتجاه الزبيري وأمام البنك العربي تقف الحافلات إلى جوار السيارات التي تتبع بعض عملاء البنك بلا رقيب ولا خوف ومعها يتعالى ضجيج السيارات وأصواتها حتى ينقشع سقف الصبر لدى المارة والساكنين.. وعلى نهاية الجسر باتجاه التحرير تتكوم السيارات طوابير بسبب زحف البسطات على الأرصفة والشوارع ووجود جولة على مدخل سوق كبير في الشارع الداخل إلى بيت الثقافة..
هذا كمثال فقط على ما يشهده قلب العاصمة من نبض يومي مهدد بجلطة مرورية.. أما مداخل المدينة فحدث ولا حرج.. فمدخل العاصمة في جولة عمران المكونة من نفق رئيسي وكبير يضخ نحو خط الستين السريع حركة مرورية هائلة يسارا ويمينا ودوار كبير بقطر يصل إلى (150) مترا تقريبا ينظم عملية المرور من خط التلفزيون شرقا باتجاه جولة الجمنــة وغربا باتجاه الستين والخارج من الستين الغربي وشرقا باتجاه عمران أو دخولا باتجاه التلفزيون والجسر المعلق على دوار الدخول من خط عمران إلى المدينة الرياضية.. ومشكلة الاستدارة الكبيرة والمميزة لهذه الجولة كمدخل رئيسي وهام للعاصمة تحولت إلى مواقف لقلابات النيسة ومواد البناء بل تحولت إلى سوق يزدحم كغيره من الأسواق. التي تعج بمواد البناء وتعج بحراج العمال المكدس فيها مئات البشر بمستلزمات أعمالهم ومهنهم.. أما أركان الجولة كزاوية الستين غربا والتلفزيون جنوبا والتلفزيون جنوبا والستين شرúقا وجزء كبير من المساحة تحت الجسر فقد تحولت إلى سوق قات كبير ومعروف يرتاده كثير من أصحاب المناطق المجاورة..
قبل أسبوعين وبعد الحادية عشرة مساء خرجت من الصحيفة لأن الوقت متأخر وأخذت تاكسيا كان السائق مستعجلا أيضا لنعبر الخط بسرعة غير متوقعة كل منا مشغول بهمه وحين تجاوزنا جولة اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام بالحصبة حاولت لا شعوريا أهدئ السائق: “بالشويش يا عزي ليش العجل”¿¿.. هدأ بعد مسافة – وقد تجاوزنا وزارة الإدارة المحلية – ليسألني: ماذا¿ قلت هدئ أمامك حارات لا تخرج دراجة نارية أو شخص .. وبعدين جسر جولة سبأ أمامنا .. -سبحان الله- وأشرت بيدي باتجاه الجسر موجها له لنعبر من الجسر ولا ندخل يمين.” هز رأسه ومضى محاولا استعادة السرعة.. ونحن نمر من فوق الجسر تراءى لي شبح شخص يمشي على الجسر بلا مبالاة.. فقلت للسائق انتبه .. ليدرك فجأة الشخص العابر ليتجاوزه بياردات .. فيقول: لم أنتبه له لأني غير متوقع للأمر على الجسر .. ولم يكن الشخص عامل نظافة استدعته المهمة لينظف الجسر.. بل فضوليا يتمخطر في ساعة متأخرة على الجسر.. ومثل هذا لاحظنا الكثير من مخالفات المارة التي تتسبب بالكثير من الحوادث..
جسور المشاة المعلقة على شارع الستين الغربي هي الأخرى لم تعد بنفس الفسحة والأمان التي كانت عليها في البداية خصوصا الجسر المعلق والفاصل بين مدخل الرقاص وحي السنينة المأهولين بالسكان فقد تحول جسر العبور الآمن إلى جسر مثقل بالزحام من الباعة والمتسولين وأصحاب العاهات- شفاهم الله -.. كما تجتاح مدخليهما (من السنينة إلى الرقاص والعكس) بسطات خضروات

قد يعجبك ايضا