رهانات خاسرة

عبد الملك الشرعبي

 - 

في محاولة خاسرة لعرقلة مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي سينطلق في الثامن عشر من مارس المقبل والتأثير على سير أعمال  التحضيرات النهائية لانعقاده .. عمد فصيل من الحراك الجنوبي
عبد الملك الشرعبي –

في محاولة خاسرة لعرقلة مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي سينطلق في الثامن عشر من مارس المقبل والتأثير على سير أعمال التحضيرات النهائية لانعقاده .. عمد فصيل من الحراك الجنوبي المسلح مدعوما من أطراف داخلية وخارجية الى ارتكاب أعمال التخريب والفوضى والتقطعات ونهب وإحراق الممتلكات الخاصة والعامة في محافظتي عدن وحضرموت وقتل المواطنين الأبرياء بوحشية وبصورة مؤلمة تعكس مدى حقد وكراهية هذه العناصر الإجرامية التي تسعى لنفث سمومها الملونة بالحقد الدفين والمرتهنة لماضيها الملطخ وتاريخها الأسود الذي لا يزال محفورا في ذاكرة أبناء الجنوب واليمن عموما.
ومع تسليمنا المطلق بعدالة القضية الجنوبية التي أفرزتها حرب صيف 94م والأخطاء التي تلتها وهو ما يتطلب بالضرورة معالجتها وحلها حلا عادلا في مؤتمر الحوار الوطني وفق ما يرتضيه الجنوبيون أنفسهم .. وذلك ما أكد وشدد عليه الأخ عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية مرارا وتكرارا وعمل منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد وفق هذا النهج وكانت احدث القرارات الرئاسية إنشاء وتشكيل لجنتين لمعالجة قضايا الأراضي والموظفين المبعدين عن وظائفهم في المجال المدني والأمني والعسكري بالمحافظات الجنوبية على أن تحل بقية القضايا المتعلقة بالجنوب حلا كاملا ومنصفا في مؤتمر الحوار الوطني الذي تفصلنا عنه أيام قليلة لكن هناك أشخاصا – وهم قليلون – لم يرقهم ذلك كما أن بيان مجلس الأمن الدولي الأخير بشأن اليمن والذي أكد وقوف المجتمع الدولي كاملا مع وحدة وأمن واستقرار اليمن قد أصابهم في مقتل فعمدوا لنشر الفوضى والتخريب وبث خطاب الكراهية والمناطقية المقيتة وزرع بذور الفتنة والفرقة في مسعى رخيص ويائس لجر ابناء الوطن الواحد إلى دوامة العنف. وعرقلة اللحظات الأخيرة لالتئام مؤتمر الحوار الوطني .. وهو ما أدركه رئيس الجمهورية فسارع الخطى الى عدن لإخماد نار الفتنة والحقد والكراهية التي اشعلها دعاة الانفصال المأجورون والتقى قيادة المحافظات الجنوبية من محافظين ورؤساء وأمناء مجالس محلية ورؤساء الأحزاب السياسية وأعضاء مجلس عدن الأهلي والقيادات الأمنية وقيادات في الحراك الجنوبي وبحث معهم بكل حرص وروية تداعيات هذه الأحداث ومآربها والتدابير اللازمة لوقفها .. حيث شدد الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي خلال لقائه أعضاء مجلس عدن الأهلي على أن السلاح في عدن خط أحمر وعلى الذين تزودوا بالسلاح لأغراض تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار وإقلاق السكينة العامة في عدن أن يعوا أن القانون والنظام لهم بالمرصاد وسوف يعاقبون على أي تصرف من هذا القبيل .
ودعا العقلاء والخيرين من أبناء عدن إلى تجنيب المدينة المزيد من الويلات والإخلال بالأمن والإضرار بحياة الناس اجتماعيا واقتصاديا. كما دعا الجميع إلى تحمل مسئولياتهم في إزالة الأفكار الخاطئة والتعبئة المغلوطة من الذين يغرر بهم سواء من الخارج أو الداخل وعلى الجميع أيضا تقع عملية التربية الوطنية والتوعية الصحيحة والمعقولة والتي يعرفها الجميع. وأشار إلى أن عدن تدفع الثمن في كل دورات الصراع والخلاف منذ الاستقلال عام 1967 حتى اليوم والصراعات مستمرة وعقلية التآمر والإقصاء مسيطرة .
ولذلك فإن على هؤلاء الذين يمارسون مثل هذا السلوك المشين المليء بالحقد والكراهية والخارج عن تقاليدنا وأعرافنا وقيمنا ومن يساندهم سواء في الداخل أو الخارج أن يعوا أن عجلة التغيير نحو يمن الغد المشرق تشق طريقها بقوة ولن يستطيع احد أيا كان وقفها كما عليهم أن يعوا أن التاريخ سيلعنهم اذا استمرأوا أفعالهم واستمروا في غيهم وفي حماقاتهم وحولوا مسار قضيتهم العادلة إلى هذا مثل هذا المنزلق الخطير في وقت الابواب فيه مشرعة والطريق صارت ممهدة امام ابرز حدث ينتظره اليمنيون وهو الحوار الوطني الذي سيرسم ملامح مستقبل اليمن الجديد وسيحدد هوية النظام السياسي القادم .. وهو ما اكده رئيس الجمهورية بقوله” ان أمام اليمن فرصة تاريخية لن تتكرر والأبواب مشرعة بالحوار الوطني الجاد والمسئول على اعتبار اننا أمام مفترق طرق والعالم الى جانبنا في أسلوب لم يسبق له مثيل اذ ان الجميع يريدون لليمن الخروج من أزمته ويريدون لليمن الأمن والاستقرار كذلك . وعلى الجميع حشد الإمكانات والطاقات من اجل الوصول إلى 18 من مارس القادم لنبدأ الحوار جميعا على أساس من العدل والحق والإنصاف وتكون كل الخطوط مفتوحة بدون سقف او حدود وهذه المسئولية التاريخية والوطنية في لحظة الوطن فيها أحوج الى الصدق والمكاشفة والعمل من اجل الشباب والأجيا

قد يعجبك ايضا