حتى أنت يا صنعاء

معين النجري


 - صنعاء ليست بارعة بتقديم الشكر لأبنائها الطيبين, ومع ذلك الكل يعشقها بما فيهم أولئك السيئين الذين طالما أشبعوها بحماقاتهم, وبسببهم شهدت أقسى وأبشع أيامها.
معين النجري –

صنعاء ليست بارعة بتقديم الشكر لأبنائها الطيبين, ومع ذلك الكل يعشقها بما فيهم أولئك السيئين الذين طالما أشبعوها بحماقاتهم, وبسببهم شهدت أقسى وأبشع أيامها.
في لياليها الباردة و»الساخنة» أيضا يتبادل بعض القادة أنخاب الخيانة بمرح كما كان يفعل الرومان بعد كل انتصار أو هزيمة.
يتذاكرون الأقوال والأمثال والأشعار بعد أن يكونوا قد شربوا من دمنا حتى الثمالة, ومن ثم يذهب كل واحد منهم إلى مخدعه ليسبك خطة جديدة لاغتيال الآخر, ودائما نكون نحن البسطاء وقود خططهم القذرة, ليس لأننا نستحق ذلك ولكن لأنهم تعمدوا إغراق هذا الشعب بالجهل والتبعية والانقياد ليتمكنوا من المقامرة به وعليه.
إنهم يفعلون ذلك بحرفية عالية ويجيدون التمثيل كنجوم هوليود بالضبط.
صنعاء أيضا لا تجيد ممارسة الفرح, أو ربما لم نمنحها نحن الفرصة للقيام بذلك رغم المناسبات الكثيرة التي ندعي
wأنها جلبت لنا الحظ, فنوقد الشعلة ونطلق الألعاب النارية وننير الشوارع بمصابيح منتحرة.
وحدهم المجانين هنا من بلغوا مرحلة اليقين, لذلك لا يهتموا أبدا لمذيع نشرة الأحوال الجوية ولا حتى لعناوين الأخبار الرئيسة .
هذه الأشياء لم تعد تعنيهم إطلاقا, خاصة بعد أن تحالف رجل الدين ورجل السياسة ورجل المال ليصنعوا مزيجا من قذارات ألمافيا الايطالية ومنهاج فرسان المعبد وفلسفة إخوان الصفاء.
ليسوا المجانين وحدهم .. حتى المثقفون و المفكرون في هذه البلاد لا يهتمون كثيرا لهذه الأشياء , أو بالأصح لم يستطيعوا فهمها فتركوها بداعي التعفف لا العجز.
ربما بدأت أنا الآن أهذي … إنها ليالي شتاء صنعاء القارسة فحسب.

قد يعجبك ايضا