من رحم التحديات نصنع النجاح

جمال أحمد الظاهري

 - فعل خيرا الأخ رئيس الجمهورية حين حسم الجدل الذي طال حول مؤتمر الحوار حين أعلن وحدد بقرار جمهوري موعد 18 من مارس لبدء عملية الحوار الوطني ليحسم ويغلق بذلك بوابة الابتزاز الذي يمارسه بعض الاطراف الذين لا يهمهم اصلا الحوار أو نتائجه ولا مصير الشعب والوطن بقدر ما يهمهم ما سيحققونه من مكاسب شخصية أو حزبية على حساب المصلحة العامة لليمن ارضا وإنسانا.
جمال أحمد الظاهري –
فعل خيرا الأخ رئيس الجمهورية حين حسم الجدل الذي طال حول مؤتمر الحوار حين أعلن وحدد بقرار جمهوري موعد 18 من مارس لبدء عملية الحوار الوطني ليحسم ويغلق بذلك بوابة الابتزاز الذي يمارسه بعض الاطراف الذين لا يهمهم اصلا الحوار أو نتائجه ولا مصير الشعب والوطن بقدر ما يهمهم ما سيحققونه من مكاسب شخصية أو حزبية على حساب المصلحة العامة لليمن ارضا وإنسانا.
لقد طالت فترة المداولات والنقاشات والمفاوضات مع أطراف العمل السياسي والشخصيات النافذة إلى درجة أن الناس بدأوا يتشككون في إمكانية عقد هذا الحوار الوطني .. بل وأكثر من ذلك هناك من بدأ يتساءل إذا كانت التحضيرات قد أخذت كل هذا الجهد والتعب في المفاوضات والمحاصصات فكم من الوقت سنحتاج للوصول إلى نتائج الحوار .. صحيح أن هناك مدة زمنية للانتهاء من الحوار تم تحديدها إلا أن الناس متشككون في ذلك وأيضا متوجسون من إمكانية أن يتحول الحوار إلى صراعات ماراثونية بين أقطابه.
طبعا هؤلاء البشر يحق لهم أن يقلقوا وأن يضعوا ايديهم على قلوبهم بعد كل الذي مر بهم على مدى أكثر من سنتين وأيضا هم متوترون نظرا لما شاهدوه ويشاهدونه من أحداث ومصائب نالت من إخوة لهم في بعض بلدان الربيع العربي.
من حق الناس طبعا أن تقلق وأن تهبط معنوياتها في ظل هذا المناخ العاصف رغم أن ايديهم مرفوعة الى العلي القدير وحناجرهم والسنتهم رطبة بالدعاء إلى الله أن يجنبهم ووطنهم مزالق السوء وأن يهدي القادة إلى ما فيه خير العباد والبلاد.
من حقهم أن يقلقوا وقد ضاع من عمرهم عامان ونيف اكلت جهدهم ومدخراتهم وبددت ما جمعوه وطوت احلامهم التي كدوا وتعبوا من أجل تحقيقها لسنوات طويلة من حقهم أن يقلقوا لأن حياتهم متجمدة ومستقبلهم مجهول من حقهم أن يقلقوا وهم يشاهدون حمى القادة من الساسة واحزابهم لا تعمل لمصلحة البسطاء ولا لمصلحة البلاد من حقهم أن يقلقوا وأن يفارقهم التفاؤل وهم يرون مصالحهم يتاجر بها من سرقها منهم في غابر الأيام.
من الطبيعي أن يقلق أي إنسان .. بل وحتى الحيوان حين تمنيه أو تعرض عليه بعض ما يحتاجه وفي يدك الاخرى عصى وبطبيعة الحال هذا حال بعض المعنيين بالحوار فهم في حين يقبلون بالحوار فإنهم من ناحية أخرى يرفضون أو يتمنطقون ببعض أدوات الضغط والاستكبار والقوة واضعين نصب أعينهم أن الحوار إما أن يحقق مصالحهم وإلا فإن خيارهم الآخر موجود وطبعا هذا العامل لا يساعد على الوصول الى النتيجة التي يرجوها الناس.
هؤلاء البسطاء الذين يتطلعون إلى أن يروا الاوضاع قد استقرت وأن عجلة الحياة والتعمير قد دارت من جديد يتطلعون الى رؤية ألأصلاحات للإدارة والاقتصاد والسياسة المالية والصحة والكهرباء والتعليم .. الخ الخ. في حين أن هناك غيابا للمنطق الذي لا يقبل بأن يسود العمل والتفاوض الحضاري مع وجود خيار آخر متناقض معه وعقليات لا ترى غير ذاتها ومع هذا الوضع ووجود مثل هذه العينات يصبح الباطل حقا والحق باطلا والمظلوم ظالما والظالم مظلوما.. ويكون هناك خلل في قواعد اللعبة السياسية والحضارية التي تعتمد الحوار والمقايضات والتنازلات والتقديم لماهو مصلحة عامة على ما هو هوى ورغبة شخصية التي تجعل من النتائج غير مضمونة وغير مهمة والوسيلة غاية والغاية مغيبة.
انا ثقتي باليمن كبيرة لأن اليمن تسند الى إرث تأريخي وقيمي كما ان الإنسان اليمني عظيم بالفطرة وبغض النظر عن بعض المعوقات من خلال بعض الأطراف المحسوبين على الشعب اليمني أو المرتبطين بأطراف وأيديولوجيات ومشاريع تديرها اطراف خارجية والسلبيات التي أثرت على قوة الدولة وحضورها ومبعث تفاؤلي أن اليمن تستند لقيم وفلسفة النجاح في كل شيء تدخل فيه الجدية وهذا مجرب عبر العصور ونحن نعرف ان اليمن فيها من المشاكل التي صاحبت الأنظمة المتعاقبة من خمسين سنة خلت واكثر.

aldahry1@hotmail.com

قد يعجبك ايضا