صخر وعوبل والثقافة

حسين محمد ناصر


 - المتابع لاهتمامات الحكومة الحالية وحتى الحكومات السابقة يلاحظ أن في أسفل تلك الاهتمامات تقع كلمة الثقافة وزارة وموظفين ومبدعين وبنية تحتية وكل ماله صلة بها!! وإذا عكس هذا التعامل السلبي شيئا فلن يكون سوى الاحتقار واللا مبالاة والإزدراء الذي
حسين محمد ناصر –

المتابع لاهتمامات الحكومة الحالية وحتى الحكومات السابقة يلاحظ أن في أسفل تلك الاهتمامات تقع كلمة الثقافة وزارة وموظفين ومبدعين وبنية تحتية وكل ماله صلة بها!! وإذا عكس هذا التعامل السلبي شيئا فلن يكون سوى الاحتقار واللا مبالاة والإزدراء الذي يكنه المسئولون لمفهوم الثقافة حيث يختصر هذا المفهوم في نظرهم بـ”الطبل” و”المزمار”!!
* هم لا يلتفتون إلى قيمة الثقافة وأهميتها في بناء المجتمع وعيا وسلوكيا وتنمية يلتفتون فقط إلى ما يعتقدون أنه لايرقى إلى وعيهم بينما كان سالمين وعبدالفتاح وعلي ناصر وكل قادة الجنوب وهم أرقى شأنا ومكانة من هؤلاء كانوا ليتقدمون صفوف المظاهرات راقصين ومبتهجين ولا يجدون حرجا في ذلك لأنهم يرون أنفسهم جزءا من الشعب وثقافته وعاداته وتراثه لا متسلطين أو أسيادا عليه أو غرباء عنه!!
* الثقافة يا سادة التي تتبرأون منها ومن المشتغلين بها هي أساس تقدم الوطن وناسه هي التنمية والأمن والاستقرار والعدالة والمساواة وهي من يقاس بها تطور الأوطان ووعي شعوبها!!
* الثقافة يا حكومة هي من ينبغي أن تكون موازنتها كبيرة لأنها وزارة هامة وليست كما هي بمنظاركم وزارة هامشية لا تسمعون بها إلا عند حاجتكم لتغطية المناسبات والمهرجانات المعدودة!!
* هناك من الفنانين اليمنيين من غزت أسماؤهم العالم في حين أن أسماءكم عرضة للاختفاء كما اختفت أسماء من قبلكم حال تركهم للوزارة!
* كم من شعراء اليمن وأدبائها ومثقفيها حفروا أسماءهم في ذاكرة الوطن وأبنائه بالأمس واليوم وغدا وإلى الأبد في حين لا يتذكر أحد أسماء عشرات من مسئولي الدولة الكبار الذين همشوا الثقافة والمثقفين ورحلوا غير مأسوف عليهم!!
* كتابنا محدود التداول محدود النشر محدود التوزيع والقراءة!!
* مسرحنا مات وشبع موتا وكوادره يبحثون عن أفق ما ويد تأخذ بهم وبه إلى نهوض وحياة جديدة!!
* أغانينا مسروقة بالأمس هشة الكلمة واللحن والأداء اليوم تنتظر من يمسح عنها غبار الجحود والنسيان والتطاول والابتذال وهي التي كانت تتسيد أغنيات المحيط!!
* تراثنا مغمور ولا أحد يسأل عنه!!
* آثارنا عرضة للتهريب!!
* مدننا التاريخية مهملة مشطوبة من اهتمامات الحكومة!! وتنتظر الشطب من قائمة المدن التاريخية!!
* المراكز والمكاتب والمؤسسات والهيئات الثقافية تصارع من أجل البقاء!!
* المثقفون .. المبدعون تنهش حياتهم الأمراض والمعاناة ويشحتون ثمن الدواء في حين نرى المسئولين أقربائهم يستلمون عشرات الآلاف من الدولارات للسياحة والاستجمام!!
* توجيهات الوزير لا ينفذها صغار الموظفين في وزارته ومؤسساتها!!
* المطلوب يا سادة توجيه الشيء اليسير من الاهتمام لأوضاع ثقافة بلدكم ثقافة شعبكم وإذا كان وزير المالية يجد حرجا كما سمعنا في صرف هذا المبلغ أو ذاك لتغطية فعالية ثقافية ما لأن الثقافة بمفهومها لا تعني أكثر من طبل ومزمار وبرع وعيال سوق!! فإن من الأفضل لوزير الثقافة أن يقدم استقالته ويغلق مكاتب ومؤسسات وزارته ويحولها إلى مستودعات ومخازن للمالية لا أن يظل متحملا للعنات المثقفين والمبدعين دونما يكون له من ذلك الإهمال والتقصير والجمود والنظرة الدونية ذنب أو حول أو قوة إلا مأخذ السفر المتكرر.

قد يعجبك ايضا