الاتجاهات المختلفة للفن ودورها في تنوع التصوير »الرسم «

د. عبد الله الكوماني

 - من الصعوبة إيجاد تعريف واضح للرسم(الصورة) في نهايات الألفية الثانية وبداية الألفية الثالثة.. لقد صار ظاهرة شديدة التعقيد ومتناقضة المستويات حينما تظهر الرسم بتجليات مختلفة تتناقض في بعض الاحيان كليا بما سيق من تصنيفات ومدارس واتجاهات وحاجات وافتراضات سابقة في زمن ليس ببعيد هناك مصطلحات أربعة تصف اتجاهات أربعة سادت
د. عبد الله الكوماني –
من الصعوبة إيجاد تعريف واضح للرسم(الصورة) في نهايات الألفية الثانية وبداية الألفية الثالثة.. لقد صار ظاهرة شديدة التعقيد ومتناقضة المستويات حينما تظهر الرسم بتجليات مختلفة تتناقض في بعض الاحيان كليا بما سيق من تصنيفات ومدارس واتجاهات وحاجات وافتراضات سابقة في زمن ليس ببعيد هناك مصطلحات أربعة تصف اتجاهات أربعة سادت تاريخ الفن التشكيلي وأفرزت مدارسه المتنوعة هذه الاتجاهات وهي: الكلاسيكية والرومانتيكية والطبيعية والواقعية وقد تصارعت هذه الاتجاهات وأحيانا تداخلت وامتزجت وفي أحيان أخرى تفوق بعضها وساد وتراجع بعضها الآخر واختفى نسبيا, إنها اتجاهات في الفن وفي الحياة أيضا كما يقول المصور الأمريكي أنطونيتوني .
كان لهذه الحركات مجالا واسعا من النقد والتحليل عندما كانت تقع تحت مسميات مدرسية في التصنيف.. لكن لا أحد يستطيع اليوم عزل الأعمال الفنية وليس ممكنا متابعة الانقلابات الأسلوبية للصورة الحاصلة في معارض الفن على الصعيد العالمي.. وكل ما هو حاصل ان يصنف الإنتاج الفني لكل فنان تحت عناوين المدارس المذكورة نظرا لعدم استطاعة النقد متابعة المستجدات الكبرى التي طرأت على الرسم وعليه يحتاج الإنتاج المعاصر إلى إعادة تعريف لا للأسلوب وحده بل في انتاج الرسم ذاته وكيفيات التقابل بينه وبين العمارة التي أصبحت ميدان عرضه وسبب من أسباب إنتاجه.. إضافة إلى دخول المتغير التقني الهائل الذي مد الرسم بدماء وحياة لم يكن قد عرفها في تاريخه وتجاربه وصيرورته .
هكذا نأى الرسم بنفسه عن تاريخه وموضوعه وفي ضوء ذلك توجب إعادة النظر في قراءته النقدية ومناهجها لان أدوات البحث الفني والمناهج المعروفة قد لا تصلح كما هي عليها الآن لفك الشفرات الجمالية لفن اليوم أو هي عاجزة في الأقل من الإمساك- بادواتها المعروفة- بما يحيط بالصورة من تحولات مضطردة بالحياة وأزماتها وبالحركية الهائلة لهذا العصر الذي تحرك فيه الفن من مكانة إلى جغرافيا لم تكتشف بعد

الاتجاهات الأربعة

الاتجاه الكلاسيكي
يقول أصحاب الاتجاه الكلاسيكي إن ما نسميه الموضوع الخارجي هو موضوع له وجود مؤقت فقط أما الفكرة الخاصة بهذا الموضوع الفكرة التي توجد وراءه فهي الخالدة إن المثالية الخاصة بموضوع تسبق ميلاد هذا الموضوع أوظهوره وبينما يكون الموضوع بالضرورة غير كامل تكون الفكرة بالضرورة كاملة. إن الفكرة تكون هنا أكثر واقعية من الموضوع نفسه ويكون هذا الموضوع مجرد ظل للفكرة التي هي بدورها الموضوع الحقيقي. هكذا فإن حواسنا تخدعنا ومن ثم ينبغي أن يكون هدفنا هو البحث والسعي من أجل إدراك العالم الواقعي الخاص بالأفكار الجوهرية وعلاقاتها محاكاة الجوهر وأن يكون هدف الفنان هو التعبير عن هذا العالم وهذه الأفكار في الفن.
إن مصدر الأفكار يقع خارج الفنان ويمتلك الكائن البشري مثل هذه الأفكار لأنه هو التعبير المجسد لها أو المعبر عنها إنه مثل قطعة الزجاج الموشورية أو المنشورية التي تعكس الكل. ومثلما يعتقد أصحاب هذا الاتجاه فإن الإنسان يولد ولديه كل أنواع المعارف وأن كل ما عليه أن يفعله هو أن يتذكر أو أن يستنتج ما هو ضروري منها وكذلك توجد اللوحة الكلاسيكية في بعض الأشكال المثالية. إن كل ما يفعله الفنان هنا هو أن يعطي هذه الأشكال المثالية وجودها المادي أو المؤقت.
لقد ظهرت الفنون الكلاسيكية في كل الثقافات الإنسانية تقريبا. وقد ابتكرت هذه الثقافات نظمها الخاصة في الفن وأنتجت أعمالا فنية أصبح كل جزء فيها في خدمة العمل الكلي.

الاتجاه الرومانتيكي
يقول أصحاب هذا الاتجاه إن كل ما نعرفه حول موضوع خاص هو ما تقدمه حواسنا إلينا إننا هنا لا نستطيع أن نكون متأكدين من الموضوع الخارجي ولا يمكن من الفكرة المثالية أو المطلقة الخاصة به إننا متأكدون فقط من الإحساس الحالي الذي نشعر به. كل شيء نسبي وليس هنالك من يقين كل ما نعرفه هو إحساسات نشعر بها على نحــو شخصي أو أفكار نعايشها ذاتيا. إن تيار الحدوس والأفكار والمشاعر الداخلية هو ما يوجه الفنان هنا خلال عمله. إن هذا العمل ينبغي أن يؤدى بسرعة قبل أن يتبدد الشعور أو الإلهام.
يتشكل الفن الرومانتيكي في ضوء البعد الانفعالي إنه فن شاعري الطابع فن احتفالات الفرد واحتجاجاته. هكذا يحرف المصورون الرومانتيكيون بعض مكونات أعم

قد يعجبك ايضا