مؤشرات مرضية لدخول «الحراك» في التسوية

المحرر السياسي

 - وسط حالة من التفاؤل يجري المبعوث الأممي السيد جمال بن عمر جولة جديدة من اللقاءات مع بعض قيادات الحراك في مدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة قبيل التئام مؤتمر الحوار الوطني بهدف تشجيعهم للدخــول والمشاركة في
المحرر السياسي –
وسط حالة من التفاؤل يجري المبعوث الأممي السيد جمال بن عمر جولة جديدة من اللقاءات مع بعض قيادات الحراك في مدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة قبيل التئام مؤتمر الحوار الوطني بهدف تشجيعهم للدخــول والمشاركة في هذا الحوار .. وهذا الأمر – في حد ذاته – شيء إيجابي لأنه يعد بمثابة تقدم في القبول بمبدئية الحوار على ما عداها من الخيارات وبأن تترك تفاصيل ذلك إلى فعاليات هذا الحوار المرتقب إنعقاده بصنعاء في 18 مارس الجاري بل لعل ما يدعو إلى التفاؤل أكثر اقتناع الجميع – بما فيها قوى الحراك – بأنه لا مخرج أمام اليمنيين غير القبول بالحوار كحتمية لا مفر منها خاصة وهم يعيشون هذه التحديات التي تحيط بالوطن راهنا الأمر الذي يتطلب قدرا كبيرا من استحضار الحكمة اليمانية والوعي الوطني في التفاعل الصادق والأمين مع تداعيات الأزمة ومسئولية الأطراف لحلها بمعزل عن أية حسابات شخصية أو مناطقية ضيقة.
نعرف أنه إثر التقاء الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية بعدد غير قليل من قيادات الحراك في عدن الأسبوع الماضي أعلنت هذه القيادات المشاركة في مفاعيل المؤتمر .. وهو – بالطبع – أمر بالغ الدلالة في اتجاه حلحلة الموقف المتردد من المشاركة فضلا عما تركته هذه الأجواء الإيجابية من شعور عارم بالتفاعل والارتياح وتأثيـره الإيجابي على تشجيع عديد القيادات في الداخل والخارج التفاعل مع هذه الخطوة لذلك – ربما – جاءت لقاءات المبعوث الأممي في دبي مع شخصيات جنوبية وعدد من قيادات الحراك والتي يأمل الجميع بأن تكون نتائجها مثمرة وفي الإطار الذي يكفل أوسع مشاركة وطنية في فعاليات هذه المعترك الحضاري الذي يلج إليه اليمنيون وهم يتلمسون طريق الخروج من هذه الأزمة وإقامة الدولة اليمنية الحديثة على أسس من العدل والحرية والمساواة .
إجمالا فأن ما يدعوا إلى التفاؤل أكثر بمخرجات هذه الحوارات تلك التأكيدات التي ذهب إليها الرئيس الأسبق علي ناصر محمد وهو يشير إلى أهمية توصل الجميع إلى قناعة مفادها أن القضية الجنوبية لم يعد حلها وطنيا فحسب وإنما مطلبا إقليميا ودوليا .. وهي نظرة عقلانية تتسم بقراءة واعية بمعطيات هذه المستجدات المرتبطة بالأزمة اليمنية على مختلف الصعد.
ولا شك أن مثل هذه التأكيدات التي تدعو إلى التفاؤل إنما تنطلق من حـرص وطني مسئول يشارك الرئيس الأسبق علي ناصر هذا التوجه الكثير من مـن قيادات الحراك من اجل التوصل إلى صيغة تحافظ على الحد الأدنى من القواسم المشتركة.. وبالنظر – كذلك – إلى المآلات الخطرة التي قد تؤول إليها الأوضاع إن لم تشارك كافة القوى السياسية الفاعلة على الساحة الوطنية في مؤتمر الحوار وبالذات قوى الحراك – بمختلف أطيافها – التي تمثل قوة لا يستهان بها في التأثير على مخرجات هذه التسوية ..وهو أمر تتطلع إليه كافة القوى في الداخل والخارج بالكثير من الآمال أن يكون نهاية أحزان هذا البلد خاصة بعد الخطوات الإجرائية والإيجابية التي أتخذها الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية في إطار معالجة تداعيات هذه الأزمة من خلال تشكيل لجان معالجة قضايا المسرحين وإعادة الممتلكات المنهوبة وبما يكفل حلا مرضيا وعادلا للقضية الجنوبية بكل تداعياتها التي برزت منذ نشوب حرب صيف 1994م.
أن ما يشجع على بروز هذه السياقات الإيجابية في إطار حل الأزمة تلك المناخات التي تضافرت لها مقومات التأييد الأممي المتمثل في التأكيد على أهمية وضرورة التسوية السياسية السلمية القائمة على استقرار ووحدة وتطور اليمن فضلا عن تأمين مناخات هذه التسوية بكل ما لدى الأسرة الأممية من إمكانات حيث تجسدت هذه الإرادة في إطلاق المبادرة الخليجية أولا وفي قرارات مجلس الأمن الراعية لهذه التسوية ثانيا بالإضافة إلى الدعم الاقتصادي والإنمائي غير المسبوق لليمن وهو يعيش مخاضات هـذه التحولات التي ينبغي على كافة الأطراف استيعابها إن لم يكن الجميع قد استوعبها حقا خاصة بعد أن تبدت الصورة واضحة في تلويح مجلس الأمن باتخاذ عقوبات صارمة ضد كل من يعرقل التسوية السياسية في هذا البلد.

قد يعجبك ايضا