هل تضبط إيقاع فوضـى الإعـلام¿!
استطلاع زهور السعيدي
استطلاع/ زهور السعيدي –
إرباك الرأي العام وتوتير السياسيين لا يخدم المرحلة الراهنة
اجماع على ترشيد الخطاب والحرص على ربط أجزاء المجتمع وجمعه على قواسم مشتركة
أيام قلائل وتنطلق فعاليات الاستحقاق الوطني الكبير الذي ينتظره اليمنيون بشغف بالغ.. إنه الحوار الوطني الشامل الذي يعول عليه كل اليمنيين كثيرا للخروج من الأزمات المتتالية والصراعات المحتدمة بين فرقاء السياسة والخروج منه بنتائج يكون من شأنها التأسيس للدولة المدنية الحديثة وبناء وطن يتسع لكل أبنائه تسوده العدالة والحرية والمواطنة المتساوية.
ولا شك فإن حدثا تاريخيا كهذا يقع مسئولية إنجاحه وتحقيق أهدافه على كافة القوى السياسية والمجتمعية دون استثناء غير أن أجهزة الإعلام يقع على عاتقها الدور الأكبر كما يقول مختصون وأكاديميون إذ لا بد من دور إعلامي كبير يسهم في التهيئة الإيجابية لانعقاد مؤتمر الحوار المقرر تدشينه في 18 مارس الجاري قبل وأثناء وبعد الانعقاد المرتقب كما أن وسائل الإعلام بمختلف توجهاتها الوطنية والسياسية وفقا للمختصين تبقى حجر الزاوية الأساسية في عملية نجاح هذا الحدث التاريخي الكبير..!!
تصريحات المبعوث الدولي إلى اليمن جمال بن عمر وأحاديثه الإعلامية المتكررة ركزت على دور الإعلام في هذه الفترة وقال في إحدى تصريحاته أنه على الإعلام التركيز على ما هو أهم وأكبر وهو إنجاح مؤتمر الحوار وأنه بدون تهيئة صحيحة للأجواء سواء كانت أمنية أو إعلامية لا يمكن التقدم في مسار العملية الانتقالية فكلاهما مهمان لانعقاد مثل هكذا مؤتمرات تدعو للم الشمل ونبذ الفرقة وحل كافة القضايا محل الخلاف.
حيث أشارت تصريحاته إلى الابتعاد عن الضجة الإعلامية التي لا تخدم أهداف الحوار وأنه على جميع الوسائل الإعلامية أن تعمل بمهنية عالية تجاه القضايا الوطنية وقد دعا وزير الإعلام العمراني في تصريحاته في مناسبات مختلفة وسائل الإعلام من الخطابات التي تغذي المناكفات والعنف والمشاحنات بين أبناء الوطن الواحد.
وظيفة مقدسة
الدكتور عبدالرحمن الشامي عميد كلية الإعلام يقول: تتفق نظريات الإعلام والاتصال على جملة من الوظائف المنوط بوسائل الإعلام والاتصال القيام بها في أي مجتمع من المجتمعات بصرف النظر عن مدى تقدمها أو تخلفها أو اختلاف أنظمة الحكم بها ومن هذه الوظائف ما يتعلق بربط أجزاء المجتمع بعضه ببعض وجمعه على قواسم مشتركة ومبادئ أساسية تمثل قوامه الأساس وعليها يترتب وجوده من عدمه وقوته من ضعفه وتوحده من تفرقه ومن هذا المنطلق فالمنتظر من وسائل الإعلام اليمنية وبخاصة منها الوسائل الوطنية استشعار هذه الوظيفة المقدسة والإحساس بواجبها الوطني والعمل على ترجمته من خلال موادها التحريرية والمرئية والمسموعة المختلفة في هذه الفترة البالغة الأهمية بالنسبة لمجتمعنا اليمني فالفترة الحالية تمثل منعطفا في تاريخ بلادنا وترسي الأسس لانطلاقة جديدة نحو بناء الدولة اليمنية المدنية الحديثة التي ينشدها اليمنيون جميعا دولة يسودها القانون وتحقق فيها المواطنة المتساوية