عشوائيات العاصمة والتدخل السريع

خليل المعلمي


 - مثال فإن منطقة وادي أحمد التي توجد بالقرب من منطقة جدر والتي شملتها هذه الدراسة البحثية المسحية وهي إحدى العشوائيات التي نشأت مع منتصف التسعينيات من القرن الماضي
خليل المعلمي –

مثال فإن منطقة وادي أحمد التي توجد بالقرب من منطقة جدر والتي شملتها هذه الدراسة البحثية المسحية وهي إحدى العشوائيات التي نشأت مع منتصف التسعينيات من القرن الماضي تنتشر في العاصمة صنعاء الكثير من المناطق العشوائية والتي نمت وازدهرت نتيجة غياب المخططات العمرانية في تلك المناطق وقصور أجهزة الدولة المختلفة تجاه هذه العشوائيات التي انتشرت بسرعة ودون تخطيط أو رقابة أو تدخل حكومي.
ومع ازدياد هذه العشوائيات والموجودة في مناطق أطراف أمانة العاصمة تزداد معاناة المواطنين الساكنين فيها على الرغم من أنهم يتحملون أجزاء من المسؤولية في نموها وتوسعها ولكن الظروف الاقتصادية هي من حملتهم للتوجه إلى مثل هذه المناطق نتيجة انخفاض أسعار أراضي البناء فيها دون غيرها من المناطق التي خضعت لمخططات حضرية وذات أسعار مرتفعة.
وتتمثل معاناة المواطنين فيها في عدم وجود الخدمات الرئيسية فيها مثل شبكات المياه والصرف الصحي والطرقات والشوارع الواسعة وإن وجدت بعض الخدمات مثل الكهرباء وبعض الأسواق فهي عشوائية كعشوائية المكان إضافة إلى ذلك غياب خدمات النظافة التي تعد من أهم الخدمات في المدن فتراكم أكوام القمامة في مثل هذه المناطق بين الأزقة والشوارع الصغيرة التي لا تتجاوز الثلاثة أمتار ينبئ بكارثة بيئية خطيرة لاشك بأنها ستخلق الكثير من الأمراض بين الساكنين إضافة إلى أن التخلص من هذه الأكوام يتم عن طريق حرقها داخل هذه العشوائيات مما يزيد من مضاعفة انتشار التلوث وانتشار الأمراض بين السكان.
وتظهر هذه العشوائيات اهتمام بعض المؤسسات المجتمعية والتي قامت بدراسة بحثية لمثل هذه العشوائيات في مجالات التنمية والطفولة والمشاركة المجتمعية والتي أظهرت معاناة كبيرة للسكان في ظل غياب الكثير من الخدمات والتي تؤثر على المواطنين وحياتهم وعلى الطلاب وتحصيلهم العلمي.. وقامت بإيجاد الحلول الضرورية العاجلة ومن خلال الواقع المعاش وتفتقر هذه الحلول فقط لتدخل الجهات المعنية.
وكمثال فإن منطقة وادي أحمد التي توجد بالقرب من منطقة جدر والتي شملتها هذه الدراسة البحثية المسحية وهي إحدى العشوائيات التي نشأت مع منتصف التسعينيات من القرن الماضي تعاني الكثير من المشاكل في التنمية وفي أعمال النظافة وفي صعوبات التواصل مع بقية أجزاء الأمانة فالشارع الوحيد الذي يصل منطقة غرب الروضة إلى هذه المنطقة لا يتعدى عرضه الثلاثة الأمتار ولا يمكن لسيارتين المرور منه في نفس الوقت وهذا بالطبع مثال وحيد فقط وعلينا أن نتخيل مدى معاناة بقية المناطق العشوائية المترامية على أطراف العاصمة.
وتبقى مهمة أمانة العاصمة في حل مشاكل مثل هذه المناطق والتي لابد من إلحاقها بالخدمات والمشاريع المعتمدة لأمانة العاصمة لأنها باتت دون مفر جزءا لا يتجزأ منها خاصة بعد تصريحات أمين العاصمة عبدالقادر هلال في إحدى فعاليات تقييم نتائج المسوحات البحثية لبعض هذه المناطق والذي أكد فيها على وجود خطة تنموية شاملة للنهوض بهذه العشوائيات سيتم تنفيذها في القريب العاجل.. نتمنى أن ترى النور قريبا..

قد يعجبك ايضا