نحن والمرض.. أوضاع مستفزه..!!

عبدالله الصعفاني

مقالة


 -  لو سالتموني ما هو أقسى سؤال يمكن أن يوجه إلى مريض يمني في الأردن أو مصر فإنه سؤال الدكتور.. مين الحمار اللي كتب هذه الروشته..¿
 وعذرا فأنا لا أختلق الاستفزاز ولا أنال من ذوي القربى
عبدالله الصعفاني –

مقالة

< لو سالتموني ما هو أقسى سؤال يمكن أن يوجه إلى مريض يمني في الأردن أو مصر فإنه سؤال الدكتور.. مين الحمار اللي كتب هذه الروشته..¿
< وعذرا فأنا لا أختلق الاستفزاز ولا أنال من ذوي القربى بقدرما أتمنى أن تزدهر الابتسامة في فبراير الحب وشباط فالنتاين..! ولكن ما باليد حيلة للمزيد من الاستعانه على النكد باللياقة والكياسة -وإن شئتم- والسياسة.
< اختنا في الله وزميلتنا في المهنة مها البريهي تعرض قطعة أرض للبيع حتى تتمكن من مواصلة علاجها في القاهرة ولابد أنها قد باعت مدخراتها قبل أن تربط حزام الأمان على طائرة «العيانين».
< وأن يمرض الإعلامي أو الأديب فلن يلتفت إليه أحد لأنه ليس سياسيا بما فيه الكفاية.. ثم أنه ينتمي إلى حرفة الثقافة ولذلك لابد أن يدركه الحراف ولو كان يقطر حكمة.
< سيقول أحدكم ببراءة لماذا لا يدخر المبدع القروش البيضاء لأيام المرض السوداء وهنا يدور سؤال.. كم الديك وكم مرقه.. كيف والمناضل أو المناضلة هو من يغطي لحاف معاشه فراش شهر رقاده.
< ثم أن الثقة مفقودة بين المؤسسات والأفراد فمن يقرض وكيف يكون القضاء عرسا وليس كالولادة حسب العبارة التي يرفعها أصحاب محلات (الدين ممنوع والعتب مرفوع والرزق على الله).
وآاه لو كانت الحكومات المتعاقبة فرضت التأمين الصحي على مواطنيها ولو بالقوة وأطقم الشرطة.. كانت ستقدم خدمة جليلة وواجبا حكوميا تصفق له الملائكة.. ولكن من لنا بحكومات تقدم على هذه الخطوة وعناصرها مشغولون على مدار الساعة ربما بالسياسة وربما بإصلاح جلدة الحنفية.
< بالمناسبة اكتب وعلى مسؤوليتي أنا عبدالله الصعفاني أنني معجب جدا بهندي في دولة الإمارات العربية المتحدة علم أنه مصاب بمرض خطير فعمل للحصول على قرض بمليون درهم إماراتي قام بتحويله إلى أسرته في الهند ثم مات.
بس من هي الجهة اليمنية التي ستتعامل مع مريض يمني بهذا السخاء.
< ومع يقيني بأن إيضاح الواضحات من المشكلات أرى أن في موضوع المرضى والمرض عندنا ما يدعو للتأمل على طريقة ذلك الذي اكتشف الجاذبية بسقوط التفاحة على أم رأسه.
< في العالم المتقدم والمتخلف عندما يزور الناس مريضا يحملون معهم باقة ورد مصحوبة بكارت التمنيات بالشفاء العاجل.. أما عندنا فإن غرفة المرضي تتحول إلى بقالة.
< يكون المريض مصابا بمضاعفات الداء السكري فيندفع إليه الزوار بالكثير من العصائر والشوكولاته وحتى الطحينية.. ونفس الشىء نصنعه ونحن نغرق المريض بتشحم الكبد أو ضيق شرايين القلب بما تبسر من الأجبان ومشتقات الحليب.. وما في المدن مثل صنعاء أما الحليب في رصابة.
< أخشى أن الأبعاد الفلسفية والموضوعية تتجاوز الوفاء بتغذية مرافقي المريض أو إغراء ابنه على أن يفتح صندقة في ما بعد إلى القول بأن ثمة جوعا تاريخيا تراه في وزير ووجاهة اجتماعية وهما يتسابقان في عزومة على من يخطف اللحمة.
< وحول المرضى من المبدعين.. هل من اللائق أن يكون معظم المبدعين اليمنيين تقريبا لا يمتلكون قدرة السفر للعلاج على حسابهم.. فترى النقابات منشغلة بتحرير رسائل الاستجداء للمسؤولين طلبا لتذكرتي سفر ومعونة علاجية.. اذا صرفت فهي مقطوعة غير قابلة للتكرار وكأن المبدع المريض يمتلك زرا للشفاء من رحلة علاج واحدة.
< وبعد الاعتذار عما يمكن إدخاله في حكم الاستظراف أو الانفعال أقول.. أنا حزين لأن مذيعة مثل مها البريهي تعرض أرضيتها للبيع حتى تتعالج. وحزين بأثر رجعي لأن زميلي الإعلامي الرياضي المرحوم حسين يوسف مات في القاهرة مصدوما بقسوة الذين قصروا في علاجه.. ثم جرى دفنه هناك لأن لا سفارة ولا قصر أو عمارة تولت إعادة جثمانه ليدفن في أرض الحكمة.

قد يعجبك ايضا