حوار الإرادات

جمال عبدالحميد عبدالمغني

 - كنت قد تناولت في الجزء الأول من هذا الموضوع توقعاتي الاستباقية لمخرجات مؤتمر الحوار القادم واليوم سأحاول تناول الحوار كقضية ومعنى وسبيل للوصول إلى غايات ومقاصد نبيلة ترضي جميع الأطراف.
حوار الإرادات لا
جمال عبدالحميد عبدالمغني –
كنت قد تناولت في الجزء الأول من هذا الموضوع توقعاتي الاستباقية لمخرجات مؤتمر الحوار القادم واليوم سأحاول تناول الحوار كقضية ومعنى وسبيل للوصول إلى غايات ومقاصد نبيلة ترضي جميع الأطراف.
حوار الإرادات لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن يفهم بأنه صراع الإرادات لأن الصراع يفضي دائما إلى غالب ومغلوب وهذا ما لا نحبذه إطلاقا فالحوار الذي نريد هو جدال هادئ بين الأطراف “وجادلهم بالتي هي أحسن” صدق الله العظيم وليس معنى حوار الإرادات أن تفرض إرادتك على الآخر بقوة نفوذك أو سلطتك بل بقوة حجتك يفترض أن تحاور الطرف الآخر بأسلوب يشعره بأنك لست عدوه بل لا بد أن يشعر الطرفان بالود والإخاء بمعزل عن اختلاف وجهات النظر “فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم” صدق الله العظيم.
لتكن المطالب الحقوقية العادلة ورفع المظالم الحقيقية هي المرتكز والمدخل للحوار بعيدا عن الشطحات السياسية والابتزاز ومحاولة لي الأذرع وعلى الجميع تمثل الحكمة القائلة “إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع” وليس بالضرورة أن يتعصب أي محاور لرأي مطروح من المكون الذي جاء منه في أي قضية من قضايا الحوار إذا رأى هذا المحاور أن هذا الرأي يتوافق مع قناعاته ورؤيته وعليه أن يقنع حزبه أو مكونه بوجهة نظرة ما لم عليه أن يطرح رأيه أمام المتحاورين من الطرف الآخر والمتحاورين من الطرف الذي ينتمي إليه أما إذا كان المتحاورون سيلتزمون بالإملاءات المسبقة والسقوف المحددة من زعمائهم وأحزابهم ويكون عبارة عن حوار الطرشان كما يقولون ولتحقيق هذه الغاية يجب أن يكون المتحاورون على درجة كبيرة من الوعي والإدراك والمستوى العالي من الثقافة والقدرة على الإقناع والتوصيل بالإضافة إلى ضرورة تحلي المتحاورين بصفة التواضع والبعد عن العنجهية والكبر.
يجب أن تكون قضية الفساد من أهم القضايا التي ستطرح للمتحاورين ويجب الخروج بحلول جذريه للقضاء على هذه الأزمة التي أوشكت أن تهلك الحرث والنسل ولا أظن أن هذه القضية سيختلف عليها المتحاورون لأنها أخطر قضية أوصلت البلد إلى هذا المخاض العسير وأضرار طافت كل بيت يمني تقريبا باستثناء بيوت الفاسدين وهي التي أجبرت الفقراء والجائعين والمقهورين والمظلومين على الخروج إلى الشوارع عندما وصلوا إلى حافة الهلاك ولا أظن المتحاورين سيفضلون مصلحة 2% من السكان على مصلحة 98% يعانون من ويلات هذا القول المدمر الذي مس أقواتهم ومستقبل أولادهم وكرامتهم وعزتهم وأذلهم أمام الشعوب الأخرى.

قد يعجبك ايضا