د.محمد ابوطالب: معظم الحالات تأتي متأخرة فنضطر لقلع السن او الضرس

تحقيق وتصويرعبدالواحد البحري


تحقيق وتصوير/عبدالواحد البحري –
تناول المضادات والمسكنات يؤثر على صحة المريض

عند زيارتك لبعض المستشفيات والعيادات الخاصة بأمانة العاصمة تجد العشرات من المرضى ومن مختلف الأعمار(أطفال, وشباب, ومسني وتشاهد أيضا خلال تنقلاتك في شوارع العاصمة أو بعض المدن الرئيسة ازدحام لافتات طب الأسنان على جدران العمارات وتزداد دهشة حين تلحظ اكتظاظها بالمتعالجين.. ساعتها تشعر ان اليمنيين كلهم واقفون في طابور منتظرين دورهم لمعالجة أسنانهم التي قضت عليها شجرة القات والشمة والإهمال .. وأثناء تجولنا في بعض عيادات الاسنان في عدد من مستشفيات العاصمة خاصة الحكومية منها وجدنا عيادات اسنان مزدحمة بالمرضى من الجنسين مع أن هذه العيادات ينقصها الكثير من التجهيزات فتجد المرضى واحدا يغطي وجهه من كثرة الألم وأخر لايستطيع التحدث الينا بسبب ألم ضرس العقل وآخر يشد الشال على وجهه هربا من لفحات الرياح الباردة وعدم قدرته على الكلام ..فيما يلجأ الكثير من المرضى إلى ارتياد العيادات الخاصة.. الخيار الوحيد للعلاج أمام المئات بل الآلاف من (المرضى) وقد أسهم هذا الغياب في رواج طب الأسنان واستحوذ على اهتمام الشباب من الجنسين ممن يفضلون الالتحاق بكليات طب الاسنان في الجامعات اليمنية الحكومية والخاصة على حد سواء.

طوابير طويلة
زيادة مرضى الاسنان من اليمنيين وتجمعهم في طوابير طويلة امام العيادات بالمستشفيات وكذا العيادات الخاصة يرجعها الدكتور محمد ابوطالب استاذ طب الاسنان بجامعة صنعاء إلى وزارة الصحة التي لم تعمل على فتح عيادات لطب الأسنان في معظم مؤسساتها الطبية سواء في المستشفيات أو المراكز الصحية فعيادة طب الأسنان غير موجودة في عدد من المستشفيات الحكومية والمراكز بأمانة العاصمة وتنحصر خدمة طب الاسنان في مستشفى الكويت والجمهوري والروضة فقط حيث تقتصر المعالجة في الغالب هذه العيادات على علاج بعض التخصصات كخلع الأسنان ومعالجة بعض آلامها وبعض أمراض اللثة أما الحشو وزرع الأسنان فلا وجود لخدماتها في هذه العيادات.
ويعتبر استاذ طب الاسنان ان طب الاسنان من أغلى التطبيب على مستوى العالم وبلادنا تعد أسعارها في هذا الجانب متواضعة إلى حد كبير فلتركيب الاسنان تكلفة تزيد عن مائتي الف ريال خارج اليمن وهنا يتم ذلك بمبلغ زهيد لم يتجاوز خمسة الاف ريال مثلا مع ان العمل والجهد هو نفسه وقد يكون العمل هنا في اليمن افضل حسب الطبيب وخبرته في ذلك .
غياب النظافة
نستقبل يوميا العشرات من المرضى خاصة كبار السن والأطفال وغالبيتهم لديهم مشاكل في اللثة وآلم في الاسنان الاطفال يكون بسبب غياب النظافة وتناول الحلويات بكثرة وعدم وجود تغذية تهتم بصحة الطفل وتناول الحليب والكبار يحضرون الى المستشفى ولديهم التهابات في اللثة بسبب القات والشمة.
ويضيف طبيب الاسنان ان تناول التفاح والبرتقال يساعد على تنظيف الاسنان وحماية اللثة..وان الاهمال سبب رئيسي في خلع الاسنان واستبدالها لأن تأخر الحالات عن زيارة الطبيب تدفع الطبيب الى اتخاذ قرار التخلص من السن او الضرس حتى لاتسوء حالته.
ويحذر من تناول المهدآت والمضادات الحيوية دون استشارة الطبيب, وأن نظافة الاسنان ولو مرة واحدة في اليوم أفضل من تغييب نظافة الاسنان كاملة وزيارة الطبيب ضرورية خاصة عند ظهور مرض الاسنان لأول مرة.

احتياجات الطبيب
وترى الطبيبة تسنيم – طبيبة الاسنان بمستشفى الروضة بصنعاء أن عدم اهتمام وزارة الصحة بتغطية الخدمات الصحية لمرضى الأسنان جعلها عاجزة عن استيعاب مخرجات هذا التخصص أو إيجاد فرص عمل لهم ولأن العمل في القطاع الحكومي يكلف الطبيب خريج الأسنان الانتظار لفترة زمنية ليست بقصيرة وحين يظفر بالوظيفة فإن الراتب الذي يتقاضاه لا يفي بالحد الأدنى لاحتياجات الطبيب المتعددة والمتنوعة وهو ما جعل الكثير من الخريجين لا يتطلعون للعمل في المؤسسات الصحية العامة أو انتظار أي فرصة للحصول على وظيفة شاغرة فيها خصوصا وأن أغلب خريجي طب الأسنان من الطبقة الغنية فالمال هو العمل الأساسي الذي يحتم على هواة هذا التخصص اختياره أو العدول عنه إلى غيره.

امتلاك مخرجات
وفي هذا السياق تؤكد الأكاديمية والطبيبة هدى أحمد حسين أن امتلاك مخرجات المجال الطبي للإمكانيات المادية تؤهلهم لفتح عيادات خاصة ودفع تكلفة تجهيزاتها الطبية التي لا يقل حدها الأدنى عن (10) آلاف دولار في حين يصل تأسيس بعض العيادات إلى أكثر من (15) ألف دولار مشيرا إلى أن طب الأسنان يعد من المهن المربحة فأصحاب العيادات الخاصة يجنون أموالا وفيرة وسريعة لعدة اعتبارات في مقدمتها احتواء طب الأسنان على أكثر من تخصص وقدرة الأطباء على ممارسة أغلبها كما أن بعض التخصصات كالحشو والتركيب يجني الطبيب منها أرباحا هائلة خصوصا مع

قد يعجبك ايضا