عصر انحسار المسلمات

إبراهيم طلحة

 - .. لم يعد العصر عصر التلقي السطحي والقبول البيروقراطي للمسلمات الجاهزة .. أصبح كل واحد من المتلقين عنصرا تفاعليا مع أفراد المجموعة المرسلة .. كان المرسلون فيما مضى يتوقعون
إبراهيم طلحة –

.. لم يعد العصر عصر التلقي السطحي والقبول البيروقراطي للمسلمات الجاهزة .. أصبح كل واحد من المتلقين عنصرا تفاعليا مع أفراد المجموعة المرسلة .. كان المرسلون فيما مضى يتوقعون ردة الفعل الإيجابية بالنسبة إليهم من جهة المرسل إليهم.
اليوم صار الأمر إلى سياق مختلف فلدى المتلقين استعداد للقبول واستعداد للرفض في الوقت نفسه .. المتلقي الآن لا يقبل كل ما يصل إليه مباشرة بل إنه لا يكف عن البحث والمناقشة والاستقصاء والمساءلة .. كان العصر عصر المسلمات الجاهزة .. أصبح عصر التدقيق والمراجعة والنقد .. عصر انحسار المسلمات .. لصالح المعرفة أن يكون المتلقي كائنا حيويا يهمه أمر البحث عن الحقائق المعرفية .. كيفما أمكن وصف هذه الحالة فإنها في المحصلة حالة أكثر من صحية كون عملية التفاعل بين طرفي الرسالة قائمة بحدي ذاتها لا بöحد واحöد.
إن انحسار المسلمات وانكسار الثوابت لا يعنيان عدم جدوى الكثافة الرؤيوية في العقل التنظöيري الاجتماعي بل ينصرف جزء من معنى ذلك إلى تكوينة رؤيوية جديدة جمúعية .. يناسب هذا الوضع المستجد النسق العربي المستجد بالضرورة إذ أن المعتاد النمطي العربي الرتيب لا يتغير بتغير ظروف الإرسال وإنما بتغير ظروف التلقي ومن هنا تجد ابتعاد المرúسلين عن الطرائق التلقينية التقليدية مادة صالحة هي الأخرى للطرح المنهجي..
إن العصر الماثل لا يحتمل المزيد من السطحيات النظرية .. على المرسلين بشتى تصنيفاتهم ومسمياتهم وألقابهم العلمية والوظيفية مراعاة ذلك وتغيير وسائل الاتصال والتواصل.

قد يعجبك ايضا