نحتشـد لـكي نمـوت..!

عاصم السادة

 - 
لا ضير أن نحتفل ونقيم المهرجانات السياسية والدينية في ربوع اليمن لطالما وأن ذلك لن يؤثر على الوطن أرضا وإنسانا ولا ضير-أيضا- أن يحشد حزب أو تنظيم سياسي أنصاره في مكان
عاصم السادة –

لا ضير أن نحتفل ونقيم المهرجانات السياسية والدينية في ربوع اليمن لطالما وأن ذلك لن يؤثر على الوطن أرضا وإنسانا ولا ضير-أيضا- أن يحشد حزب أو تنظيم سياسي أنصاره في مكان ما للاحتفال بذكرى حزبية تخصه لطالما وأنها لن تلحق العنف وتتسبب في استفزاز مشاعر الآخرين كون هذا لا يتعارض مع رؤى كثير من العقلاء والمفكرين وإن لم يكن في الدستور اليمني بذاته..
ولكن ما يمنعنا في الوقت الحاضر أن نحيي المهرجانات السياسية والاحتشاديه التي في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب هو الوضع الاستثنائي السائد في البلاد والذي لم يعد يحتمل الكثير من المناكفات والمزايدات السياسية المبتكرة وكذا استعراض العضلات التي لو سخرت لبناء اليمن لكنا تخلصنا من مشاكلنا وأصبحنا بغنى عن العون الخارجي المقدم لنا..!
وبالتالي فإن المرحلة حساسة تتطلب من الجميع التعامل معها بروح وطنية وأساليب دقيقة بحيث لا نجر البلد إلى مربع العنف والاقتتال على اللاشيء فقد شبعنا احتفالات وأعيادا وذكريات لم نجن منها سوى الويل والثبور..!
وأعتقد أن قيام مثل هكذا مهرجانات ومظاهرات ومسيرات احتجاجية واحتشادية في أرجاء المعمورة من أي طرف كان في الوقت الراهن ليست إلا تهييجا للشارع العام وإرباكا لعملية التسوية السياسية ومحاولة لإعادة البلد إلى مربع الصراع الذي بالكاد ما انفك منه اليمنيون بإبرام مبادرة خليجية بين فرقاء العملية السياسية لإنقاذنا من معمعة أهلية كانت لن تبقي ولن تذر..
فلم أجد قط بلدا في العالم تحتشد فيه الجماهير الشعبية تحت مسمى وطني لكي يتقتلون إلا في بلادي ..¿!
ويبدو أن البعض لا يحلو لهم تهدئة وتهيئة الأجواء والمناخات السياسية للدخول في مؤتمر الحوار حيث أن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية تعتبر استقرار الحياة السياسية شرطا أساسيا للدخول في الحوار الوطني..!
إذا ظل الوضع هكذا ما قبل انعقاد مؤتمر الحوار الوطني على نسق الاحتشاد والمناصرة دون التهيئة فإن المؤشرات الأولية للحوار الوطني ستكون سلبية وغير مبشرة بلملمة الأوراق وإعادة المياه إلى مجاريها..!

قد يعجبك ايضا