المسرح وسيلة فاعلة للتثقيف الجماهيري

د. محمد علي بركات


د. محمد علي بركات –
لاشك أن المسرح كوسيلة فاعلة للتثقيف والترفيه يعتبر ضرورة حياتية .. بل ويشكل التماس مع هموم البشر على مختلف الأصعدة المحلية أو العربية أو العالمية .. على اعتبار أنه مؤسسة اجتماعية .. عليها مسؤولية كبيرة في تشكيل الوعي لدى المتلقي في الجوانب الفكرية والمادية ..
ولكي يؤدي هذا الفن الشامل .. الدور التنويري بشكل فاعل .. لابد أن توجد سياسة للعمل المسرحي بمختلف أشكاله .. بحيث تحدد من خلالها ملامح هذا النشاط الفني وأهدافه النبيلة .. وكذا تحديد الجمهور المتلقي لهذا المسرح على أن تبنى سياسة العمل المسرحي وفقا للمعيار الموضوعي معيار القيمة ..
وهناك العديد من التصورات لتطوير الأداء في هذا المجال أهمها وجود العقلية العـلمية المنظمة .. ووضع البنية التحتية للمسارح بشقيها المادية والفكرية .. والاستفادة من جميع القدرات المسرحية في مختلف التخصصات الفنية ..
إضافة إلى ضرورة تنشيط الحركة المسرحية في كافة أنحاء البلاد باتخاذ عدد من الخطوات .. أهمها تقديم الدعم وجميع التسهيلات للفرق المسرحية الوطنية وتشجيع ودعم المسرح المدرسي ومسرح الجامعات .. وتفعيل كل منهما بجدية .. وكذا تبني الجهات المعنية لإقامة عروض مسرحية في النوادي والجمعيات والمصانع والنقابات العمالية .. ولكي تكون العروض المسـرحية متاحة لمجمل القطـاعـات الجماهيرية .. يمكن تصـويرها للإذاعـة المرئيـة ( التلفزيون ) وعرضها على الشاشة الفضية ..
كما أن من أهم عوامل تفعيل الدور الريادي لفن المسرح أبي الفنون الإبداعية مواكبة التطور التكنولوجي والمعرفي ومواكبة التحديات التي تواجهها المجتمعات العربية .. وإدراك المخاطر القائمة على الساحة القومية والدولية .. لتشكل هذه العوامل مادة أساسية للعملية الإبداعية .. وبالتالي فإن ذلك يتطلب الإدراك الواعي للأدوات والمفردات الفنية التي يمكن توظيفها في الأعمال المسرحية .. ولا نغفل هنا بالغ الأهمية للحرص على الإطلاع باستمرار والاستفادة من النشاطات المسرحية العالمية .. بحيث تمضي هذه الخطوات في ذات الوقت وبنفس الوتيرة مع البحث بجدية عن أشكال تعبيرية تنبع من بيئتنا المحلية .. لتستجيب لقيم مجتمعنا الجمالية والروحية .. فالحاجة ملحة لجهود جميع المبدعين في سبيل تقديم أعمال فنية قيمة .. تتضمن الدعوة إلى القيم السامية قيم الخير والحق والجمال وإلى مواجهة السلبية والتطرف والأفكار العقيمة ..
كل ذلك لابد أن يتحقق في ظل حرية التعبير .. واستمرار التطوير .. وتلك أهم المبادئ التي ينشدها الفنان لكي يؤدي رسالته من خلال الفن الراقي والفكر المستنير .. الرسالة الفنية التي تخدم مختلف القضايا الوطنية والقومية .. فقد كان لفن المسرح في الوطن العربي دورا فعالا ومؤثرا في حركات التحرر في عدد من البلدان العربية الشقيقة وظل المسرح بدوره البارز مواكبا لمراحل البناء والتـنمية ..
ولضمان نجاح تنفيذ تلك الأفكار والتصـورات .. هناك عوامل أسـاسية لابد أن تبنى عليها جميع النشـاطات .. أهمها وضع آليات للتنفيذ ووضع الميزانيات التي تمكن المعنيين من إنجاز الخطط والبرامج التنفيذية .. للأعمال الفنية المطلوب إنتاجها وفق فترات زمنية منتظمة دون الارتباط فقط بإنتاج الأعمال المناسباتية . وتلك هي القضية .

قد يعجبك ايضا