ســـقـــــوط الطــــــائöـرات ..!

عبدالخالق النقيب

مقال 


 - ما الذي يفترض على الناس فعله إزاء تداعيات القلق والتذمر الناتج عن متوالية سقوط الطائرات العسكرية   حين يتهادى إلى أسماعهم أزيزها لا يمتلكون شيئا لصد ذلك الخوف سوى أن يهمهم البعض "اللهم حوالينا ولا علينا "  ولفرط ما تأسس في النفوس
عبدالخالق النقيب –

مقال 

ما الذي يفترض على الناس فعله إزاء تداعيات القلق والتذمر الناتج عن متوالية سقوط الطائرات العسكرية حين يتهادى إلى أسماعهم أزيزها لا يمتلكون شيئا لصد ذلك الخوف سوى أن يهمهم البعض “اللهم حوالينا ولا علينا ” ولفرط ما تأسس في النفوس كنا نلجأ لاجتياز الشوارع الرئيسية للتحري والانتباه بالالتفات يمينا ثم يسارا واليوم يتوجب علينا أن نمعن النظر إلى السماء للتأكد من خلوها من طائرة عسكرية آلية للسقوط ..
هذه الأيام تشرئب أعناق الأطفال إلى السماء وهم يتتبعون أزيز الطائرات تتسع حدقاتهم كلما ابتعدت الطائرة كما لو أنهم على موعد محتوم لسقوط جديد وما أن تتلاشى وتختفي عن الأنظار يثيرون ضحكك بتصفيقهم البريء وصيحاتهم وهم يهتفون فرحا ” ما قرحتش .. ما قرحتش ..” شر البلية ما يضحك…
لم يعد بإمكان الناس التخلص من هاجس الخوف القادم إليهم هذه المرة من سماء الطيران وطلعاتها التدريبية هم يحاولون ذلك غير أن الأمر سيظل عالقا في أذهانهم إلى أن يجدوا ما يمنحهم الأمان ويعزز لديهم الثقة ويطمئنوا لإجراءات عقابية واحترازية ترفع من درجة الشعور بكارثة ما يحدث ومسؤولية العاقبة الفادحة وفيما يبدو أن ذلك ليس متاحا بالسرعة التي نحتاجها مازال المصير بالنسبة إليهم مجهول سابقا ولاحقا …
لا يجب أن تنتهي الحكاية في كل سقوط بـ”قضاء وقدر” التعامل مع الحوادث الكارثية للطائرات العسكرية على هذا النحو مدعاة للريبة والقلق حتما ما يجري تمييع لقضية بحجم كبير وكبير جدا ويجعلها عرضة للإهمال وفيه انتهاك لحياة الناس وما يمتلكون طائرة الإنتينوف ما تزال رابضة في الذاكرة ومن قبلها سقوط طائرة بالعند وتلتها طائرة تفجرت حمولتها العسكرية بالقرب من مطار صنعاء والحادث الأخير لطائرة السخواي 22 يذكرنا بتفاقم معضلة بالإمكان حلها أو على الأقل الحد منها مأساة ما يتعرض له فرد في إحدى كوارثها تكفي لتغيير الكثير وتستدعي اجتثاث الفرضيات واقتلاعها من جذورها وأظنه دافعا صارما لإنهاء ما يجب أن ينتهي …

قد يعجبك ايضا