ديكتاتور بدرجة‮ »‬أب‮«..!!‬

عادل بشر


عادل بشر –
قديما قالوا إن‮ »‬الشخص لا‮ ‬يحب أحدا‮ ‬أكثر من نفسه سوى ابنه‮« ‬وهذا المثل‮ ‬ينطبق على جميع الآباء إن لم نقل معظمهم‮.. ‬ولكنه بعيد كل البعد من بعض أرباب الأسر الذين لا‮ ‬يعرفون شيئا‮ ‬اسمه‮ »‬حب الأبناء واحترام رغباتهم‮« ‬بل على العكس من ذلك نجدهم‮ ‬يتحولون إلى أعداء ألداء لأبناهم‮.. ‬وقد تتطور تلك العداوة إلى نار ملتهبة تقضي‮ ‬على الجميع وتحل الكارثة على الأسرة كافة‮..!!‬
هذا ما حدث بالضبط لإحدى الأسر اليمنية التي‮ ‬أصابتها لعنة‮ »‬الأب العدو‮« ‬فمثلما كان هذا الأب سببا‮ ‬في‮ ‬وجود هذه الأسرة‮.. ‬كان أيضا‮ ‬سببا‮ ‬رئيسيا‮ ‬في‮ ‬تفككها والقضاء عليها فإلى تفاصيل المأساة‮:‬
نور الدين شاب‮ ‬ينتمي‮ ‬إلى أسرة‮ ‬يشتهر أفرادها بأنهم تجار ناجحون‮.. ‬فوالده‮ ‬يمتلك العديد من المحلات التجارية في‮ ‬أكثر من مدينة‮ ‬يمنية بالإضافة إلى شراكته مع أحد التجار السعوديين في‮ ‬محل تجاري‮ ‬كبير بمدينة جدة السعودية‮.. ‬وفوق كل ذلك‮ ‬يعتبر هذا الأب من الشخصيات الاجتماعية البارزة في‮ ‬منطقته‮.. ‬وبخلاف كل هذه الامتيازات المادية عرف عن هذا الأب بأنه صارم جدا‮ ‬في‮ ‬علاقته بأبنائه وأفراد أسرته‮ ‬المكونة من زوجتين وعشرة أبناء‮ »‬4‮ ‬ذكور و6إناث‮« ‬يعيشون في‮ ‬منزل واحد‮ ‬حيث الديكتاتورية هي‮ ‬السائدة‮..!!‬
يحتل نور الدين المرتبة الثالثة بين أخوانه الذكور من حيث العمر‮ ‬فأخوه الأكبر وهو من الزوجة الأولى ويبلغ‮ ‬من العمر‮ »‬40‮« ‬يعيش في‮ ‬المملكة العربية السعودية لإدارة تجارة الأب هناك والأخ الذي‮ ‬يليه‮ ‬يشرف على المحلات الرئيسية في‮ ‬اليمن بينما الأخ الرابع لا‮ ‬يزال في‮ ‬الصف الأول ثانوي‮.‬
بدأت مأساة نور الدين عندما قرر التمرد على المسار الذي‮ ‬رسمه له والده وسبق أن طبقه على أخويه الكبار والمتمثل بالعمل في‮ ‬التجارة‮ »‬مهرة الأب والجد‮« ‬كما‮ ‬يقولون‮ ‬فرغم أن أخوانه الكبار‮ ‬يحملون الشهادة الجامعية إلا أن والدهم أجبرهم على وأد أحلامهم التي‮ ‬درسوا من أجلها والالتحاق بالمحال التجارية بصفتها من وجهة نظر الأب مستقبلا‮ ‬مضمونا‮ ‬لهم ولأولادهم من بعدهم وحتى‮ ‬يظل الاسم التجاري‮ ‬للعائلة خالدا‮ ‬في‮ ‬عالم التجارة‮.‬
من جهة نور الدين أصر أن‮ ‬يحقق حلمه ويصبح طبيبا‮.. ‬فقبل والده‮ – ‬على مضض‮ – ‬وعرض عليه أن‮ ‬يفتح عيادة طبية في‮ ‬منطقتهم وسيتولى الأب تكاليفها‮ ‬غير أن نور الدين رفض ذلك وأخبر والده أن‮ ‬يريد أن‮ ‬يبني‮ ‬نفسه من الصفر‮.‬
دارت عجلة الأيام مسرعة نحو الأمام‮.. ‬فانقضت سنوات الدراسة الجامعية وحصل نور الدين على الشهادة ولقب‮ – ‬دكتور‮ – ‬وهو اللقب الذي‮ ‬أصبح والده فيما بعد‮ ‬يتفاخر به وبأنه‮ »‬والد الدكتور‮«..‬
بمجرد تخرجه من الجامعة عمل نور الدين في‮ ‬أحد المستشفيات الخاصة‮.. ‬وكان على تواصل مستمر مع أسرته وبالأخص والده الذي‮ ‬رضخ للأمر الواقع‮.. ‬
وفي‮ ‬أحد الأيام قام الأب بزيارة ابنه إلى المستشفى وأخبره بأن الوقت أصبح مناسبا‮ ‬لأن‮ ‬يقوم بإكمال نصف دينه وأن‮ ‬يتزوج ويكون‮ »‬عنده عيال‮«.. ‬وهمس الأب في‮ ‬أذن نور الدين باسم سيعدة الغفلة التي‮ ‬اختارها لتكون زوجة مناسبة لابنه وتليق باسم وشرف الأسرة الكريمة‮.. ‬وأنه‮ – ‬أي‮ &#8236

قد يعجبك ايضا