المستقبــــل تهيئـــة وإعـــداد
عبدالحميد سيف الزوقري
عبدالحميد سيف الزوقري –
يشكل التعليم الأساس المتين لنهضة الدول وتنمية الشعوب ويمثل حجر الزاوية للتقدم والرقي والولوج لمستقبل زاهر ولذلك تسخر الدول التي تنشد النهوض والارتقاء بشعوبها جل ناتجها القومي في سبيل ذلك وتسخر كافة إمكانياتها من أجل ذلك وفي هذا المقام أتذكر التجربة الكورية الجنوبية والتي خصصت تسعين في المائة من ناتجها القومي للعملية التعليمية فنهضت خلال عقود قليلة وأصبحت الآن في مقدمة الدول الصناعية وتنافس في كافة المحافل الدولية وكذلك التجربة الماليزية والتي سخرت ثمانين في المائة من دخلها القومي للتعليم والواقع المعاش شاهد على ما آلت إليه ماليزيا ولا نغفل تجربة سنغافورة والتجربة التركية وأتذكر هنا لقاء تلفزيوني أجراه غسان بن جدو على قناة الجزيرة مع السيد رجب طيب أردوجان رئيس وزراء تركيا حيث قال بن جدو: لقد التقيتك أثناء ما كنت عمدة اسطنبول وقلت لك بالحرف بأنني إن شاء الله سوف أقابلك في المرة القادمة وأنت رئيس وزراء تركيا وتم ذلك والآن أشاهد النهضة الشاملة التي تشهدها تركيا يا ترى ما الذي قمت به حتى تحقق كل ذلك أجاب أردوجان: لقد ركزت على ثلاثة مرتكزات أساسية الأول بناء الإنسان والثاني بناء القوانين والثالث إحداث نهضة اقتصادية.
ونحن في اليمن ما أحوجنا إلى ثورة تعليمية شاملة وهنا أتقدم بخطة منهجية شاملة لإحداث نهضة تعليمية أرجو قراءتها بعناية من قبل أهل الحل والعقد في البلاد وفي مقدمتهم المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية.
أولا: النهضة التعليمية بحاجة ماسة إلى قيادة راشدة تقود العملية بحكمة واقتدار ويتم اختيارها بعناية فائقة ممن يحملون رؤية وقادرون على التحفيز ولديهم سياسة التمكين وأفصل ذلك فيما يلي:
الصفات القيادية: أولها خلق الرؤية لدى الآخرين وذلك بخلق صورة المستقبل وتوقع أي تغييرات مستقبلية لوضع الخطط المستقبلية ووضع الخيارات الحرجة الضرورية للفوز أمام الجميع عن طريق توصيل صورة المستقبل بالكلمات والأفعال وخلق صورة المستقبل الذي يقبله الأفراد وإيجاد الحماس الكافي بين الأفراد مع مشاركتهم في جميع نجاحاتهم وثانيها: تحفيز الآخرين والمتمثل بحفزهم لصنع المستقبل مع التركيز على السلوك المثالي لصنع النموذج المقتدي به مع خلق الشعور بالأهمية وذلك بخلق الاهتمام والتركيز على المهمة المطلوبة بالأهداف الموضوعة مع تكوين الصورة اللازمة للقائد المؤمن بالمبادئ وبقدرات فريقه وكذلك وضع الأهداف مع معايير عليا للتنفيذ وتوضيح الأدوار والمسؤوليات وتزويد المرفق بتركيز ثابت وثالثها: تمكين الآخرين وذلك ببناء قدرات العاملين لتحقيق أفضل نتائج عمل وخلق الأوضاع الملائمة لنجاح الفرد والمهمة مع إيجاد التركيز الكافي بين الأفراد وخلق خلية فاعلة في كل مهمة أو وظيفة وذلك بمعرفة تطوير القدرات اللازمة لإيجاد الاستراتيجيات وتطوير الآخرين ليقودون العمل مع إلغاء الحواجز والتفاعل المسبق عند التعلم مع الآخرين وحل المشاكل ووضع الأنظمة الضرورية للانتقال إلى نظام الإدارة اليومية وكما يقول المثل الصيني: إذا أردت أن تخطط لسنة ازرع أرز وإذا أردت أن تخطط لعشرين سنة ازرع أشجارا وإذا أردت أن تخطط لقرن ازرع قادة.
ومتى ما وجدت القيادة الرشيدة والتي تحمل حب الوطن ومصلحته في قلوب أفرادها سوف نستطيع أن نحقق ثورة في كافة مناحي الحياة وفي المقدمة العملية التعليمية كمرتكز وأساس نهضوي لبقية المصالح الوطنية الأخرى.
ثانيا: تقوم هذه القيادة بدراسة واقع المناهج الحالية وتعمل على تطويرها بما يتواكب والتطور العلمي ومتطلبات الحياة كما تقوم بالترتيب لعقد ورش عمل لتطوير أداء المعلمين وإثراء معارفهم وتدريبهم على الطرق الصحيحة والمفيدة أكثر في نقل المعلومات إلى الطلاب وإشراكهم مشاركة فاعلة في التحصيل العلمي واستخلاص المعلومات واكتشاف المهارات الإبداعية ورعاية المبدعين والتركيز عليهم بشكل أكبر.
ثالثا: إنشاء لجان تقييم المبدعين والموهوبين وتدريبهم على برنامج اختيار الأذكياء (IQ) ومن ثم إنزالهم إلى كافة مدارس الجمهورية لعملية رصد المبدعين والموهوبين والمتميزين ورفع تقارير إلى قيادة عملية تطوير التعليم فالأوطان تبنى بجهود أبنائها المخلصين وخصوصا المبدعين منهم.
رابعا: تقوم وزارة التربية والتعليم بتحديد مدارس داخلية للموهوبين والمتميزين بمعدل مدرسة في كل مركز محافظة على أن تكون هذه المدرسة مزودة بسكن داخلي ومجهزة بحيث تضم المبدعين من كافة مدارس المحافظة والذين سوف يتم إلحاقهم بها مع توفير طاق