في الطريق إلى طاولة الحوار

أحمد الكاف

 - حدث ما حدث ونحاول لملمة الجراح وطي صفحة الماضي الأليم وننطلق نحو إعادة بناء الوطن من جديد وعبر توافق سياسي يمثل حق المشاركة السياسية للجميع بدون استثناء فكلنا ننتمي لهذا الوطن ونعتز به وكلنا اليوم يؤكد ولاءه الصادق له اختلفنا حول تفسير المبادرة الخليجية واحتكمنا في الأخير للعقل والمنطق وظلت الحكمة اليم
أحمد الكاف –
حدث ما حدث ونحاول لملمة الجراح وطي صفحة الماضي الأليم وننطلق نحو إعادة بناء الوطن من جديد وعبر توافق سياسي يمثل حق المشاركة السياسية للجميع بدون استثناء فكلنا ننتمي لهذا الوطن ونعتز به وكلنا اليوم يؤكد ولاءه الصادق له اختلفنا حول تفسير المبادرة الخليجية واحتكمنا في الأخير للعقل والمنطق وظلت الحكمة اليمانية نبراسا نضيء لنا الطريق وتجددت خطانا بثبات نحو الوصول إلى طاولة الحوار الوطني الشامل والذي بات قاب قوسين أو أدني فالكل أجمع على الحوار والكل ينتظر انعقاده بفارغ الصبر وبالتطلع والأمل فعلا بدأت السحب السوداء الداكنة تنقشع رويدا رويدا وهدأت أمواج بحر الصراعات وهدأت سفينة الوطن واهتدى ربانها نحو الطريق الصحيح للوصول إلى بر الأمان لكن يبقى علينا أن ندرك أن الوطن هو حبنا الأكبر ومصالحه العليا فوق مصالحنا الحزبية والمناطقية والشخصية أيضا ونتذكره ونحن في طريقنا إلى طاولة الحوار. إن واجبنا الأكبر هو إعادة أمن واستقرار الوطن وتحقيق أحلام وتطلعات شعبنا في بناء دولة مدنية حديثة انتظرناها منذ نصف قرن من الزمن. وها هي أمامنا فرصة تاريخية ثمينة لا تعوض ومن خلال توافقنا السياسي وحوارنا الأخوي سنتحدى الصعاب التي واجهتنا وستواجهنا وأول شيء علينا إتباعه الاصطفاف الوطني وترسيخ ثقافة الحب والتسامح ونبذ ثقافة الحقد والكراهية هنا سنبدأ أولى خطوات الحوار الوطني وبحسب ظني وبعض الظن لا إثم فيه أننا فعلا خطونا مرحلة مهمة نحو انعقاد وإنجاح مؤتمر الحوار الوطني وهي ترسيخ ثقافة الحب والتسامح والتي تمثلت في موافقة الجميع على الحوار وتقديم الكل لممثليه في مؤتمره المرتقب بكل شوق وأمل وهذا شيء طيب.. قد يقول قائل إن الحوار عبارة عن لملمة الجراح فقط وطي صفحة الماضي لكن أقول إنه يفتح صفحة جديدة من صفحات تاريخنا ومستقبلنا الواعد صفحتنا الجديدة نكتب فيها مجدا تليدا ونؤسس من خلالها لبناء دولة جديدة دولة مدنية حديثة تلبي طموحات وآمال الشعب وتضحيات شهداء الثورة الشعبية السلمية. وحول طاولة الحوار هناك لبنة أساسية يجب أن يصنعها المتحاورون وهي إعداد دستور جديد سيحدد شكل الدولة المرتقبة وعلى ضوئه سيحدد مستقبل الوطن وشكل النظام الجديد فقط علينا أن نستفيد من دروس الماضي فلنا فيها دروس وعبر وإن كان يوم 18 مارس القادم يوما تاريخيا فإن تاريخه سلبا أو إيجابا سنسطره في ذاكرة الأجيال وعبر قراراته نكون أو لا نكون والأولى ستتحقق في ظل التوافق الوطني الدليل العملي للولاء الوطني فهل يتذكر الجميع ذلك وهم في طريقهم إلى طاولة الحوار¿! وإن غدا لناظره لقريب وليس ذلك على الله بعزيز.

قد يعجبك ايضا