الحوار .. الضرورة التي ننتظر

عبد الناصر الهلالي

 - نقترب أكثر من موعد الحوار الوطني.. لم يعد هناك المزيد من الوقت.. الجميع شاخصة أبصارهم.. مشنفين آذانهم إلى استقرار ذاك الموعد.. التأجيل لم يعد ممكنا.. هكذا نسمع رسميا.. وهكذا يريده الجميع..
عبد الناصر الهلالي –
نقترب أكثر من موعد الحوار الوطني.. لم يعد هناك المزيد من الوقت.. الجميع شاخصة أبصارهم.. مشنفين آذانهم إلى استقرار ذاك الموعد.. التأجيل لم يعد ممكنا.. هكذا نسمع رسميا.. وهكذا يريده الجميع.. الفترة الانتقالية توشك على الانتهاء والمزيد من إهدار الوقت ليس في صالح الناس القليل فقط لا يريدون الحوار.. نعرفهم جيدا ويعرفهم الرئيس والمجتمع الدولي.. لكن تحركا جديا باتجاه إخراس الناعقين في واد غير ذي فائدة لا نلمسه.. حتى اللحظة لا عقوبات على المعرقلين.. عرفناهم بالاسم هذا صحيح.. لكننا نريد نهاية لهذه العراقيل.. نريد رؤية النور الذي ننتظر.. لا وقت للمراوغة.. لا وقت للمزيد من التذاكي على هذا الشعب المنهك.
ماذا بوسع المقبلين على الحوار أن يفعلوا في هذه اللحظة¿
سؤال تتردد أصداؤه في الأسواق ومجالس القات بين المثقفين والسياسيين والعمال.. الجميع حسب اعتقادي يتساءلون: هل الأجواء مهيأة كليا لإجراء الحوار¿.. شخصيا لا أظن ذلك.. حتى اللحظة العراقيل لا تتوقف.. الجنوب يشتعل بين لحظة وأخرى.. الاغتيالات على أشدها.. قطع الكهرباء.. هيكلة وزارة الداخلية والدفاع لم تتم حتى الآن.. كنا بانتظار تسمية المناطق العسكرية وإنهاء الانقسام الحاصل في الجيش.. دعونا من التوازن الذي نسمع عنه.. صدقونا لا نريد هذا التوازن.. ما نريده هو بناء جيش وطني ينتمي لهذا الوطن فقط.. جيش حلمنا به ولا زلنا.نعرف أنه صدر قرار جمهوري بالهيكلة.. لكنه لم يدخل دائرة التطبيق.. التطبيق الحقيقي لهذا القرار هو تعيين قادة عسكريين لهذه المناطق.. لا نريد فرقة ولا حرس.. تعبنا من هذه التسميات التي نالت من الجيش وأفرغته من هدفه الأساس.. تعبنا من كل ما يجري من مواجهات إعلامية لا علاقة لها بالعقل.. تعبنا من الظلام بين فينة وأخرى.. تعبنا من هجمات القاعدة وهجمات الحراك المسلح.. تعبنا من هدوء السلم وجنون الحرب.. تعبنا من كل ذلك.
الحوار بحاجة إلى الهدوء.. بحاجة إلى الجميع دون استثناء هذا الفصيل أو ذاك.. رئيس الجمهورية عمل في الفترة الماضية كل ما في وسعه لتحقيق الوئام المطلوب غير أن البعض ما يزالون في غيهم يعمهون.. لا يريدون الهدوء ولا يريدون الحرب.. لا يريدون الخروج ولا يريدون الوطن.. ماذا يريدون يا ترى¿ بتصوري أنهم مصرون على تجاوز الفترة الانتقالية دون إحداث التغيير المطلوب.
اللحظات الأخيرة حرجة جدا.. فقط يحتاج إلى تحرك جدي من المجتمع الدولي باتخاذ عقوبات هذه المرة بحق المعرقلين واتخاذ قرارات نهائية لهيكلة الجيش والأمن.. هذا بإمكانه إزاحة مراكز النفوذ التي عانينا منها طويلا ولا نريدها أن تتكرر مرة أخرى.

قد يعجبك ايضا