نريدها آمنة و نريدها أمينة

علي أحمد بارجاء

 - 
 	يبدو أنه لم يعد في وطني مدينة آمنه  وليس من سبب سوى غياب الأيدي الأمينة .. نحن مصابون بحمى الهلع والرعب والخوف .. حمى مزمنة  لا تكاد تختفي حتى تعود أكثر شدة  فهل عجز عن علاجها الأطباء¿! إن كنا قد نسينا الانفجارات التي حدثت في
علي أحمد بارجاء –

يبدو أنه لم يعد في وطني مدينة آمنه وليس من سبب سوى غياب الأيدي الأمينة .. نحن مصابون بحمى الهلع والرعب والخوف .. حمى مزمنة لا تكاد تختفي حتى تعود أكثر شدة فهل عجز عن علاجها الأطباء¿! إن كنا قد نسينا الانفجارات التي حدثت في مخازن الأسلحة الواقعة بجبل حديد في مدينة عدن لبعد زمن حدوثها فلن ننسى الانفجارات التي حدثت في مخزن للأسلحة بمعسكر بمدينة سيئون التي نعدها واحدة من مدن اليمن الآمنة . وانفجار كهذا الأخير اهتزت له مدينة سيئون وهب أهلها في ساعة هادئة من الفجر مذعورين وقد انتابهم رعب مخيف من احتمال وقوع الشظايا والقذائف المتطائرة على رؤوسهم . ونسوا _ من هول الحدث _ مثلهم الشعبي الذي يردöدونه للدلالة على ثباتهم عند حدوث النوازل : ” لا سقطت السماء ما با يصلك ألا ملا رأسك ” . ذلك لأنه حدث خطير لا ينبغي أن يحدث في مدينة . وحينها ضج الأهالي واستنكروا وطالبوا بضرورة إخراج المعسكرات من المدن .
فإن أمöن الناس من أن يأتيهم الرعب من بين أيديهم في الأرض , جاءهم بغتة من فوق رؤوسهم , كما حدث صبيحة يوم الأربعاء 21 نوفمبر 2012م , يوم سقوط الطائرة الحربية فوق سوق الحصبة , حينها اشتد بي الغيظ فكتبت على صفحتي في الفيس بوك : ” بلد تستهتر بكل شيء , المعسكرات ومستودعات الأسلحة الثقيلة داخل المدن , والعسكر وحملة السلاح والقنابل يتجولون بين المواطنين داخل المدن , التدريب على الطائرات فوق رؤوس الآمنين في المدن , كل شيء يتم في المدن و فوق المدن . الشعب مهدد في كل لحظة بالموت بانفجار أو إطلاق نار أو سقوط طائرة . لماذا يخافون أن يمارسوا تدريباتهم في الصحراء ¿¿ متى سيصحو هذا الشعب لكي يتظاهر ضد كل هذا العبث في دولة تستعرض عضلاتها على مواطنيها ¿! ألا يكفي هذا الشعب ما فيه من فقر وقهر وقرحة وضغط وسكري ¿! ” .
وحادث سقوط طائرة ( السوخوي ) الحربية يوم الثلاثاء الماضي 19 فبراير 2013م , دليل على عدم استفادتنا من التجارب والمآسي السابقة , ولم نتخذ منها الدرس والعبرة , وتؤكد الإصرار في تحويل أجواء المدن إلى خطوط سير للطائرات العسكرية وللتدرب على الطلعات , وبغض النظر عن المهمة التي من أجلها كانت تلك الطائرة تحلق في الأجواء , فلا ينبغي أن يحدث ذلك , ولتبق أجواء المدن خالية من تلك الطائرات مهما كان ارتفاعها , فكيف ونحن نرى المقاتلات الحربية تمر باستمرار بارتفاع قريب يصم ضجيجها الآذان ويقلق السكان , وهذا يذكرني بشطر للشاعر خميس كندي _ رحمه الله _ يقول فيه : ( طائره لا عبرتö سلöمي عا المحبين ) , ولم يقل : ( طائرة لا عبرت قعي فوق رؤوسهم ) . فهل ستكون طائرة ( السوخوي ) هذه هي الطائرة الأخيرة , وتصفو بعدها أجواء المدن إلا من الحمائم و العصافير ¿
* وللطائرة بلا طيار قصة طويلة عاش الآمنون كثيرا من الرعب كلما بدت طلعتها البهية , وسمöع هديرها الناعم محلقة صباح مساء , فلا يدرون على من ستنفث غضبها وتلقي بحمولتها القاتلة .
* وللمتهوöرين من سائقي الحافلات والسيارات الكبيرة والصغيرة , الخاصة والعامة ضحايا تحصدهم السرعة واللامبالاة داخل وخارج المدن , بسبب خطإ بسيط غير متوقع يصدر عن سائقيها أو غفلة , أو انفجار إطار , أو خلل في جزء من آلاتها , واليمن سوق وساحة رائجة للمركبات القديمة المهترئة التي لم تعد صالحة للاستخدام في كثير من مدن العالم المتحضر بöنصö الإنسانية والحفاظ عليها , قبل أن يكون بöنصö القانون .
* كل ذلك يحدث في المدن اليمنية , ويتكرر حدوثه , وترتفع الأصوات التي تستنكر وتشجب هذا العبث , وتقوم الدنيا , وتصدر الأوامر التي تمنع , وتستيقظ بعض نصوص القانون من غفوتها ثم ينتهي كل شيء وتقعد تلك الدنيا , بل تعود إلى فراشها لتغط ثانية في نوم عميق .
* ولن أشير إلى انفجارات العبوات والأحزمة الناسفة , ولا إلى الاغتيالات التي نسمع بها هنا وهناك , فهي حوادث تدبر بليل , وتنفذ بسرية لا يعرفها الجني الأزرق , وتحدث فتحصد من تحصد .
* وفي اليمن جيش وأمن متنوöع متعدöد الوظائف والتخصصات , ولكل شعاره وزيه المختلف , ونجد الجند منتشرين هنا وهنا , ولكن لا نجد أيا منهم يقظا ليكفينا _ بعد الله _ شر ما يحدث , أو يتنبأ بكل كبيرة وصغيرة فيمنع حدوثها ولو بنسب تجعلنا نطمئن أننا في الحد الأدنى من أمننا . لم أسمع أن من مهام الجيش والأمن مهمة اسمها حسن النية أو التقاعس , أو الإهمال عن أداء الواجب , أو الخوف من كبير أو صغير , لأ

قد يعجبك ايضا