بين العجل والاستعجال!!

عبد الرحمن بجاش

 - 

قال صديقي الطبيب والمتميز في مجاله: فيما كنت أعاين مريضي, كانت ثمة قدم تركض الباب: هيا أسرعوا نتحدث أنا وهذا الصديق معظم الوقت حول الطب والأطباء, بالمقابل يتحدث الناس طوال الوقت عن طائرة (العيانين) والنوادر التي يقف عليها من ي
عبد الرحمن بجاش –

قال صديقي الطبيب والمتميز في مجاله: فيما كنت أعاين مريضي, كانت ثمة قدم تركض الباب: هيا أسرعوا نتحدث أنا وهذا الصديق معظم الوقت حول الطب والأطباء, بالمقابل يتحدث الناس طوال الوقت عن طائرة (العيانين) والنوادر التي يقف عليها من يذهب للاستطباب في مصر مثلا أو الأردن حيث يفاجأ معظم من يذهب بأن الأطباء يقومون بعلاج المريض اليمني من آثار علاج الطبيب اليمني, قال ذات مرة: هل ترى أن الطبيب اليمني فاشل¿ فاجأته بالقول: بل إن لدينا أطباء جيدين بل وممتازين, عاد يسأل إذا أين الخلل هل في التشخيص¿ قلت الأسباب كثيرة لكن الخلل أو المرض في الخطوة الأولى, فالطبيب اليمني لا يعطي مريضه الوقت الكافي, بل أن العجل والقلق يتحكم في الطبيب فيأتي تشخيصه خاطئا معظم الوقت ثم أن الطبيب هنا يتعامل مع مريض لا يثق به مقدما! فهز رأسه موافقا, ثم عدت أسأله: لم أنت ناجح في تخصصك وأعرف معرفه يقينيه أن الحالات التي تأتيك تعالج نهائيا, قالها: تصدق أنا أعطي مريضي وقته الذي يجب أن أمنحه له ولي كطبيب, وأضاف: إن المريض الذي كان يركض الباب حين دخل وبدأ الوقت يطول بدا آخر يركض الباب فهم بالقيام ليصرخ في وجهه: انتظر, قلت له بهدوء: أنت أيضا كنت تفعل ما يفعل فخجل, وعاد يضيف إلى ما قاله: أنا أحدد يوميا عدد حالات معينة ولا اقبل أكثر منها مطلقا إلا الحالة الطارئة جدا.
إذا مشكلتنا نفسية أولا وهي موزعه بين الطبيب ومريضه الأول عجل قلق, والثاني مستعجل ويأتي كأنه مفروض عليه أن يأتي, حتى الدواء الذي يكتبه له الطبيب يرميه بعد مرور وقت قصير إذا أحس ببعض التحسن وإذا أبطأ مفعول الدواء ذهب يبحث عن طبيب آخر .
هذا المريض تراه في مصر أو الأردن ينتظر الساعات الطوال بل والأيام بدون أن يتبرم ويأتي واثقا من طبيبه الذي لا يعرفه, وهناك الطبيب تحكمه منظومة تقاليد مهنيه نقابية وأخلاقية بالمقام الأول, يؤدي كل ذلك إلى سؤال مهم: أين نقابة الأطباء¿ يكون الجواب: غائبة!! وغيابها تغيب معه المنظومة المهنية النقابية الأخلاقية فكيف نريد إذا ما نريد وأدواتنا متخلفة وكلنا يصرخ وكلنا يصدر قوانين تغنينا بها وظللنا نصرخ أن المشكلة في التطبيق بينما يبدو الآن أن المشكلة في القوانين نفسها التي يكتشف عقمها, أما التطبيق فمسألة أخرى قائمه على منظومة أخرى غائبة من الأخلاقيات نعاني من غيابها, ثم دعوني أهمس من جديد فالشعور بالمسئولية غائب عن حياتنا.

قد يعجبك ايضا