انتباه .. هذا هو الحوار..!!

عبدالله الصعفاني

مقالة


 - اليمنيون اليوم يتجمعون عند بوابة مؤتمر الحوار.. ويوم 18 مارس القادم سيجتمعون حول أكبر طاولة حوار في تاريخهم.. متحصنين بوحدة الأرض والتاريخ والعقيدة.
● وباستثناء أقل من ثلاثمائة يهودي «محترمين ومسالمين» ويحبون اليمن.. فالدين واحد والجميع
عبدالله الصعفاني –

مقالة

اليمنيون اليوم يتجمعون عند بوابة مؤتمر الحوار.. ويوم 18 مارس القادم سيجتمعون حول أكبر طاولة حوار في تاريخهم.. متحصنين بوحدة الأرض والتاريخ والعقيدة.
● وباستثناء أقل من ثلاثمائة يهودي «محترمين ومسالمين» ويحبون اليمن.. فالدين واحد والجميع ما يزالون يحفظون الآية الكريمة «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا».
● وأي نعم.. أمام المتحاورين في مؤتمر (5 – 6 – 5) عقبات طبيعية ومطبات اصطناعية وكلها تحتاج إلى إزالة وتفتيت ولكن.. إذا حضر العقل والدين هربت الشياطين واختفى الأبالسة.
● بعقول مفتوحة على الشمس.. يجب أن ندخل الحوار.. وبقلوب بيضاء ينبغي أن ندير نقاط الخلاف.. بحيث نصل في النهاية إلى الوفاق والاتفاق.. والعناق أيضا.
● عندنا القضية الجنوبية.. وعندنا قضية صعدة.. وعندنا أيضا قضية القاعدة.. ثلاث تحديات كبيرة فتحت الطريق أمام قضايا ومطالب عديدة.. لكن قضية القضايا ومفتاح حلها هي القضية اليمنية التي تقف خلف كل القضايا.. وهي قضية الضيق من استمرار الدولة الرخوة.. والدستور غير النافذ والقوانين المرتعشة.
● لا بأس من النقاش العميق حول المظالم التي مثلت دور الحامل الكبير للأزمة المستحكمة.. غير أن شكل الدولة وآليات عملها وصرامة القانون لا بد أن تكون الهدف الذي تتحقق معه كل الأهداف.. والحل الذي تتفكك معه كل العقد المستحكمة.
● تخيلوا لو أن حوارنا أفضى إلى دستور نافذ يحقق المواطنة المتساوية وقوانين تضمن العدالة وترفض ادعاء «هذا ولد حرة وهذا ولد جارية».
● تصوروا لو أن حوارنا أفضى إلى اتفاق على احترام خيار الشعب وهو يصوت.. خيار المواطن وهو يترشح.. وخيار الأمة اليمنية في أن يكون الصوت النافذ هو صوت «وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل».
● وتصوروا الكفاءة والجدارة وطهارة اليد وقد تحولت إلى معيار في المواقع الرسمية والحزبية.
● لسنا مختلفين عن البشر الذين نهضوا ببلدانهم.. ولسنا عبدة الشيطان حتى نخضع لهواه.. وما تزال النفوس اللوامة في دواخلنا تهتف بصهيل الشوق إلى ما ينفع اليمنيين ويروي ظمأهم إلى الحياة الكريمة.. يا أيها اليمنيون أنتم أهل حكمة فلا توصموا أنفسكم بالحماقة.. وأنتم أهل إيمان فلا تكفروا بإمكانية استعادة مجد البلدة الطيبة والرب الغفور.. وأنتم أهل فقه فلا تواصلوا خوض متواليات الجهل بسبل التغيير إلى الأفضل.
● نحن على أبواب الحوار.. ما المانع لأن نهتم بوعاء الحوار.. حاضن الحوار.. أجواء الحوار.. وكلها ليست إلا استحضارا لإيجابية التسامح.. شجاعة التصالح.. والاعتراف بحق الجميع في الحياة والعيش المشترك..
● هذا أولا.. وأما ثانيا.. هل يمكن الحديث عن حوار بعد مواجهات وحرائق ودماء وفجور في الخصومة دون رغبة في فتح صفحة جديدة رغبة في حوار محكوم بنوايا طيبة وأفكار عميقة وروح صادقة.
● إن ما نحتاجه في اليمن أكبر من المبادرة الخليجية وأكبر من آلياتها التنفيذية لأن المبادرة ورعاتها الإقليميين والدوليين إن نجحوا في إجبار كل الأطراف السياسية على القبول بالحوار وما سيترتب عليه من النتائج إلا أن الأهم من مؤتمر الحوار وقراراته وإعلانات الالتزام بما سيسفر عنه ستبقي مجرد أوراق وأحبار دون نوايا صادقة تفضي إلى تنفيذ الأقوال بالأفعال.. على الأرض..
● الحوار يجب أن يعني الاتفاق.. والنقاش.. تلاقحا في الأفكار وليس مغالبة وعصبية واحتكارا..
والحوار لا بد أن يقدم بطريقة تنفيذية صورة مشرفة لليمنيين.. حوار ينتصر للرأي الموضوعي والفكره الناضجة والصوت العاقل.. حوار لا ينظر إلى الماضي إلا من باب استدعاء العبرة والاعتبار.. حوار الثقة المتبادلة بعيدا عن التآمر..
حوار ضد التخوين وضد العنف.. حوار يحترم الوضع القانوني للرئيس عبدربه منصور هادي ويحترم الوحدة اليمنية دون أن يلغي حق الناس في آن يكونوا شركاء في الثروة وفي السلطة. حوار يؤكد على رحيل كل حكومة فاشلة وكل مسؤول لا يدرك أنه خادم للناس وليس سيدا عليهم.
● حينها فقط سيكون الحوار منتجا.. خلاقا تتجفف بنتائج منابع التطرف والإرهاب والتشظي وما إلى ذلك من معاول النقمة..
● هذا هو الحوار المنشود.. فانتبهوا إيها السادة.

قد يعجبك ايضا