الإهمال !!!!

عبد الرحمن بجاش

 - حادث سقوط الطائرة يجب ألا يسيس ويضيع في النهاية فلا تجد له أثرا , حيث جرت العادة اليمنية أن تتوزع دماء كل قضية رأي عام بين قبائل قريش !!! إن صح التعبير, وقبائل قريش هنا هي المواقع والأحزاب والمطابخ وكل يجرجرها في اتجاه حتى تضيع القضية وتعود ذكرى ,
عبد الرحمن بجاش –
حادث سقوط الطائرة يجب ألا يسيس ويضيع في النهاية فلا تجد له أثرا , حيث جرت العادة اليمنية أن تتوزع دماء كل قضية رأي عام بين قبائل قريش !!! إن صح التعبير, وقبائل قريش هنا هي المواقع والأحزاب والمطابخ وكل يجرجرها في اتجاه حتى تضيع القضية وتعود ذكرى , ونظل ننتظر غيرها تأتي لكي نشغل أوقات القات بالكلام !! .قلت أو طلبت ألا يسيس الأمر حتى لا نتوه ويتوه هؤلاء الذين فجعوا بفقدان أعزائهم ونحن فجعنا أيضا فهم في الأخير أهلنا ,وفي البداية أقول أسألكم بالله ألا تشكلوا لجانا ,فمصيبة هذه البلاد هي اللجان التي تبعت لجانا حتى تاهت بلاد بسبب اللجان , الله لا فتح عليها , اتركوا الأمر للنائب العام , والنائب العام الذي هو ممثل الشعب عليه قانونا أن يقول للناس ماذا حدث , وتذكروا أن طائرة الحصبة لم نعلم إلى اليوم أسرارها بسبب اللجان الرئيسية والفرعية !! . دعونا نخرج قليلا من وادي اللجان إلى واد آخر غير ذي زرع ونقول إن كثيرا من مشاكلنا يكون سببها غياب التربية الذي يؤدي إلى أمراض كثيرة وكبيره , فالإهمال أضحى عنوان السلوك الشخصي , والإهمال أدى إلى غياب الشعور بالمسئولية , وغياب ذلك الشعور يؤدي كل يوم إلى مصائب وليس مشاكل فقط , ولأن غياب التربية العامة أدى إلى التسيب وترك الحبل على الغارب في كل شيء نجد إمكانيات هائلة تهدر بسبب تسيد شعار ( ماليش دعوه ) وتفشي ظاهرة الإهمال بشكل تراه فجا في مختلف مناحي الحياة , فوراء معظم مشاكلنا فتش عن الإهمال الذي هو سيد السلوك العام , لان تربيتنا العامة إن جاز القول انها قائمه قل هو العرف يقول بان الإمكانات العامة حسب وعي معين تحول إلى ثقافة مباحة , ومن يهملها ويعبث بها ويسرقها يعرفه العرف السائد بأنه أحمر عين !!! ومن ينهب أكثر ويهمل أكثر هو الأشطر هو الراجل هو الذكي ومن يحافظ على الامكانيات العامة يشار إليه دائما بأنه ( مسكين ) أو ( طيب ) في أفضل الأحوال !!!! ومن يشخط وينخط ويهمل تجد أقرب واحد يقول لك ( شوف الرجال ) , وبسبب هذا العرف وصل الأمر بان وعيا عاما أصبح سائدا يقف كل يوم بقوه أمام من يحافظون على المال العام مثلا في عيونهم , فيكتشف هذا ( الطيب ) أن من حوله يأخذون منه موقفا حادا لأنه لا يسرق , لأن عرف ( ما رجال إلا برöجال) , و( يأكل ويؤكل ) صارا سلوكا عاما بل عناوين سلوك عام وممارسه !!! . حادث الطائرة يجب ألا يختصر في خبر يومي وكفى الله المؤمنين شر القتال بل لا بد من الغوص في الأسباب , ولا بد من التعرض إلى منظومة السلوك التي تكبر يوميا بسبب ( ما بدى بدينا عليه ) الذي هو بديل عن مقولة ( العمل شرف ) ( والمسئولية تكليف وليست تشريفا ) , ويجب ألا يمر هذا الحادث كما مر ما قبله وما بعده مرور الكرام بحكم العادة , حيث تعلق كل شيء في حياتنا بساعات ما بعد عصر كل يوم , لأننا لم نخرج من الساعة السليمانية إلى الآن ويبدو أن دخان ما قبل الغروب سيطول لأننا لا نواجه مشاكلنا بشجاعة بل نهرب دائما إلى السراب !!!

قد يعجبك ايضا