هل اليمن بلد فقير¿
واثق الشاذلي
واثق الشاذلي –
,كررت السؤال للمرشد السياحي الذي رافقنا لشرح تفاصيل هذه الأعجوبة عن تقديراته للدخل السنوي لهذه الأسطورة فأجابني بعد أن راجع أوراقه أن إيرادات تاج محل للعام المنصرم بلغت نحو ملياري دولار فدهشنا جميعا ,
ذلك ما يحاول أعداء اليمن قوله , ويجتهدون واثق شاذلي في رسم صورة له لا تعكس سوى الفقر والبؤس وعدم القدرة على الخلاص من هذا الوضع المهلك, مع أن الحقيقة التي توكدها الكثير من الدراسات والبحوث والبيانات والمعلومات تقول أن اليمن هي أغنى بلد في الجزيرة والخليج وأن أرضها وجوها وبحرها وتاريخها تؤكد هذه الحقيقة التي يحاولون نفيها أو طمسها وانكارها. .بحارنا تحوي أكثر من 400 صنف من الاحياء المائية وأفضل أنواع الأسماك كالثمد والديرك توجد في بحارنا وتربة أرضنا خصبة وطقس بلادنا يساعد على الزراعة طيلة العام في مختلف أرجاء البلاد , وإذا كانت تونس تعتمد في اقتصادها على السياحة فبلادنا تمتلك الكثير من المقومات السياحية التي تفتقر إليها كثير من الدول المجاورة و ثرواتنا المعدنية والنفطية والغازية تؤهلها لان تكون ضمن الدول الغنية لا الفقيرة . خذوا عندكم مثلا واحدا .. لقد اسمعنا حكامنا خلال السنوات الخمس الأخيرة الكثير عن نضوب نفط اليمن واثبتث الحقائق أن ما لدينا من مخزون نفطي قادر على اغراق كافة أكاذيبهم . الأخ الرئيس / عبدربه منصور هادي صرح لمجلة ” بوابة الأعمال والنفط” في أواخر شهر اكتوبر الماضي بأن استقطاب وتشجيع الاستثمارات العربية والأجنبية في قطاعات النفط والغاز والمعادن وتحقيق شراكات اقتصادية استراتيجية تمثل اولوية وطنية باعتبارها من اهم ركائز الاقتصاد الوطني , وقال أن اليمن تمتلك مخزونا نفطيا وغازيا كبيرا يمثل ثروة حقيقية. في تقريرها التحليلي نشرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في فبراير 2012م تقول أن احتياطي البترول المؤكد في اليمن هو 3 مليارات برميل في أول يناير عام 2012م وان اليمن مهيئة أكثر من غيرها لتحقيق تنمية حقيقية . في يناير الماضي ذكرت شبكة الإعلام والتلفزة الأمريكية ( سكاي نيوز) أن لدى اليمن مخزونا نفطيا ضخما تصل نسبته الى 34% من احتياطي مخزون النفط العالمي الإضافي وما يوازي احتياطات النفط في المملكة العربية السعودية والتي تقدر أيضا بـ 34% .
إذا .. لماذا نحن فقراء¿ السبب أنا لم نجد حكاما يقومون باستخراج هذه الثروات والحفاظ عليها وعلى قيمتها في السوق العالمية والانتفاع السليم بأراضينا الزراعية وكذلك ثرواتنا البحرية وإمكانياتنا السياحية , وعندما كان الشعب يحاول مرة وأخرى تغيير تلك الأوضاع وكف يد أولئك الحكام سواء من خلال حركات أو ثورات أو انتفاضات التغيير فان تلك المحاولات كانت للأسف تنتهي بين أيدي غير أصحابها ويجد الشعب انه قد استبدل أولئك الحكام بآخرين لا يختلفون عنهم في الواقع كثيرا.
لهذا فالشعب اليمني يعقد الآن كثيرا من آماله أننا لم نقل كلها في الاستفادة من الأوضاع الجديدة في البلاد وتولي رجالها ونساءها الصادقين والمخلصين لشؤونها وإحداث تغييرات ايجابية في كافة المجالات والسعي الحثيث لاستخراج ثرواتنا والاستفادة منها والحفاظ على ممتلكاتنا وتحقيق الحرية والديمقراطية لقوى الشعب لتشارك وبفعالية في حكم بلدها والحفاظ على تقدمه .. لا يمكن للظلام أن يستمر في بلدنا ونحن على مقربة من الفجر ولا يمكن أن يقال على بلدنا انه فقير وهو بهذا الثراء وهو ارض الجنتين .