بجاش في‮ ‬الذاكرة الوطنية

عبده جحيش

 - رحم الله العم الشيخ قاسم بجاش الذي‮ ‬فارق حياتنا النهائية في‮ ‬نهاية الأسبوع الماضي‮ ‬وقد كان العم قاسم بجاش آخر ثلاثة من عمالقة الحركة الوطنية آل تعزية الباقين على قيد الحياة والأخران هما المناضل الأستاذ عبدالرحمن محمد سعيد والمناضل الشيخ علي‮ ‬محمد سعيد انعم هؤلاء الثلاثة كانوا جزءا‮ ‬من سلسلة ذهبية في‮ ‬عقد الحركة الوطنية اليمنية وتعود بداية معرفتي‮ ‬بهم إلى شهر‮ ‬يونيو عام‮ ‬1962م
عبده جحيش –
رحم الله العم الشيخ قاسم بجاش الذي‮ ‬فارق حياتنا النهائية في‮ ‬نهاية الأسبوع الماضي‮ ‬وقد كان العم قاسم بجاش آخر ثلاثة من عمالقة الحركة الوطنية آل تعزية الباقين على قيد الحياة والأخران هما المناضل الأستاذ عبدالرحمن محمد سعيد والمناضل الشيخ علي‮ ‬محمد سعيد انعم هؤلاء الثلاثة كانوا جزءا‮ ‬من سلسلة ذهبية في‮ ‬عقد الحركة الوطنية اليمنية وتعود بداية معرفتي‮ ‬بهم إلى شهر‮ ‬يونيو عام‮ ‬1962م حيث كنت في‮ ‬ذلك التاريخ من ضمن طلاب المدرسة الأحمدية المتظاهرين والمضربين ضد نظام الحكم الملكي‮ ‬مع زملائهم طلاب مدارس صنعاء أولا ثم الحديدة ثانيا‮.‬
لقد بدأت الشرارة الأولى لثورة الـ26‮ ‬من سبتمبر‮ ‬1962م باندلاع المظاهرات الطلابية التي‮ ‬نفذت في‮ ‬كل من صنعاء وتعز والحديدة‮.. ‬وقد أثارت تلك المظاهرات افكارا وتساؤلات مبعثها كلها الاستغراب والأمل‮.. ‬لأن تلك المظاهرات الطلابية تحولت من طلابية إلى شعبية وبرهنت على انها تمثل ارادة الشعب وتهتف باسمه‮.. ‬وبعد ثلاثة اشهر من تلك المظاهرات تفجرت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر عام‮ ‬1962م كاستجابة لذلك النداء الذي‮ ‬اطلقته المظاهرات الطلابية‮.‬
قلت فيما سبق ان رحيل العم الشيخ قاسم بجاش رحمه الله قد اعاد إلى ذاكرتي‮ ‬احداث تلك الملحمة الطلابية التي‮ ‬انتفضت في‮ ‬وجه أسوأ حكم ظلامي‮ ‬متخلف شهدته المنطقة العربية‮.. ‬تلك الملحمة الطلابية الرائعة التفت حولها القوى الوطنية والثورية في‮ ‬عموم الوطن اليمني‮ ‬بشكل عام ومدينة تعز بشكل خاص‮ ‬وقد‮ ‬يقول قائل لماذا في‮ ‬تعز بشكل خاص¿ والإجابة‮: ‬ان ما تعرض له طلاب المدرسة الأحمدية كان مختلفا عما تعرض له زملاؤهم الطلاب في‮ ‬صنعاء والحديدة فكما نعلم انه في‮ ‬تلك الفترة من الزمن كانت مدينة تعز هي‮ ‬عاصمة الحكم الملكي‮ ‬ففيها الملك الإمام أحمد حميد الدين وفيها الحكومة وقيادة الجيش والأمن ولذلك لم‮ ‬يسمح للطلاب ان‮ ‬يخرجوا للتظاهر في‮ ‬الشوارع وضرب حصار عسكري‮ ‬شديد الإحكام حيث اغلقت ابواب المدرسة من جميع الجهات وانتشرت وحدات الجيش الملكي‮ ‬أو ما كان‮ ‬يعرف بـ(العكفة‮) ‬لمحاصرة المدرسة من جميع الجهات وتم قطع مياه الشرب ومنع دخول الطعام ايا كان إلى طلاب المدرسة بهدف أن‮ ‬يفض الطلاب الاعتصام ويتم القبض على رموز الحركة الطلابية التي‮ ‬دعت ونظمت لتلك التظاهرات والاحتجاجات ورغم ذلك الحصار فقد كان للحركة الوطنية من اعيان ومشائخ وتجار مدينة تعز دور كبير وجليل في‮ ‬كسر ذلك الحصار وتمكنوا بالحيلة وتارة بالمال وتارة اخرى من ادخال الماء والغذاء إلى المدرسة وبعد ان كان الطالب‮ ‬يعيش في‮ ‬الأيام العادية على اربع كدم وقروانة من طبيخ البطاط في‮ ‬وجبة الغداء في‮ ‬ذلك الوقت عرف طلاب المدرسة الأحمدية انواع اللحوم المختلفة إلى جانب الخبز والخمير وبنات الصحن وكثير من المتطلبات ولازلت اذكر من رموز الحركة الوطنية الذين قاموا بهذا المجهود الخارق وعرضوا انفسهم للخطر لو عرف بهم النظام‮.. ‬اذكر منهم خالد الذكر موضوع حديثنا هذا اليوم الشيخ قاسم بجاش والمناضل علي‮ ‬محمد سعيد انعم وشائف عبدالله مقبل وأحمد ناجي‮ ‬العديني‮ ‬وراجح حراب والشحمي‮ ‬وردمان الشيباني‮ ‬صاحب مخبازة الشيباني‮ ‬والوالد علي‮ ‬قاسم جحيش وأحمد عمر العبسي‮ ‬وجاود نوري‮ ‬وغيرهم من اعيان وتجار مدينة تعز ومنه

قد يعجبك ايضا