‬الثورة ليست فوضي

عبدالناصر الهلالي


 - ‬‮ ‬عندما بدأت ثورة المؤسسات لم‮ ‬يكن الهدف الفوضى‮ ‬ولم‮ ‬يكن القصد إعاقة العمل‮ ‬أو النيل من المؤسسات والوزارت التي‮ ‬ينتمي‮ ‬إليها الأفراد ويقتاتون مما‮ ‬يؤدون فيها من وظائف‮.. ‬لم‮ ‬يكن الهدف ترفا‮ ‬يعمد إليه الناس‮ ‬بل كان ضرورة فرضته الثورة على الفساد الذي‮ ‬أصاب الوزارات والمؤسسات في‮ ‬مقتل‮..
عبدالناصر الهلالي –

عندما بدأت ثورة المؤسسات لم‮ ‬يكن الهدف الفوضى‮ ‬ولم‮ ‬يكن القصد إعاقة العمل‮ ‬أو النيل من المؤسسات والوزارت التي‮ ‬ينتمي‮ ‬إليها الأفراد ويقتاتون مما‮ ‬يؤدون فيها من وظائف‮.. ‬لم‮ ‬يكن الهدف ترفا‮ ‬يعمد إليه الناس‮ ‬بل كان ضرورة فرضته الثورة على الفساد الذي‮ ‬أصاب الوزارات والمؤسسات في‮ ‬مقتل‮.. ‬كان ضرورة لا بد منها بعد أن ظل المسئول لعقود في‮ ‬نفس المرافق الحكومي‮ ‬وورثه أبناؤه من بعد أو أبناء عمومته‮.. ‬يعرف الجميع أن المؤسسات‮ ‬والوزارات صارت مرتعا للأسرة والعائلة شأنها في‮ ‬ذلك شأن السلطة التي‮ ‬أممت كل شيء للعائلة‮ ‬والقرية‮ ‬والعزلة والمديرية‮.. ‬ثورة المؤسسات كانت ضرورة فرضتها الثورة السلمية التي‮ ‬لم تحيد عن هذا المبدأ وظلت ملتزمة بها حتى النهاية‮ ‬العاملون في‮ ‬المؤسسات عندما بدأوا الاعتصام والإضرابات لم‮ ‬يعيقوا أحدا‮ ‬عن أداء عمله ولم‮ ‬يجبروا أحدا على الخروج للاعتصام‮ ‬بالضبط كما فعلت الثورة التي‮ ‬اتخذت من الميادين ساحة لرفض نظام الحكم والمطالبة بإسقاطه‮.. ‬الثورة حينها أخرجت الناس طواعية بالسلمية رغم ما واجهته من عنف ودمار وقتل وجرح للمئات ثورة المؤسسات فعلت الأمر نفسه‮ ‬واكتفت بإخراج المسئول الفاسد الذي‮ ‬رأى بأم عينيه ما جرى في‮ ‬البلد ولم‮ ‬يحترم نفسه بتقديم الاستقالة‮.. ‬في‮ ‬المقابل حافظت على المؤسسات من الضياع والدمار والسرقة والذي‮ ‬كان‮ ‬يتهم شباب الثورة بالتخريب واقتحام المؤسسات ونهبها هو الذي‮ ‬مارس ذلك بعد انتقال السلطة‮.. ‬يعرف الجميع أيضا أن ضخ مئات الملايين من تلك الأموال التي‮ ‬نهبت من اقتصاد البلد لإحلال الفوضى ومحاصرة المؤسسات بالأسلحة واقتحام الوزارات السيادية كالداخلية والدفاع ومراكز الشرطة‮.. ‬فعل كل شيء ولا زال لتقويض نقل السلطة‮.. ‬تقطعات في‮ ‬الطرقات‮.. ‬تخريب للكهرباء تفجير‮ ‬لأنابيب النفط‮.. ‬كل ما‮ ‬يمت إلى الفوضى بصلة في‮ ‬السابق‮ ‬يمارسه الآن بأدوات وحيل‮.. ‬صحيح أن المطالب الحقوقية النفط‮.. ‬كل ما‮ ‬يمت إلى الفوضى بصلة في‮ ‬السابق‮ ‬يمارسه الآن بأدوات وحيل‮.. ‬صحيح أن المطالب الحقوقية لا‮ ‬يختلف عليها اثنان‮ ‬لكن لا تواجه بإغلاق المؤسسات‮ ‬‮ ‬ولا تواجه بتوقيف العمل‮ ‬غصبا‮ ‬عن شريحة واسعة تريد أن تعمل‮ ‬ولا تواجه بحصار هذه المؤسسة‮ ‬أو تلك بل تواجه بالسلمية وإيصال الصوت بعيدا‮ ‬عن التخريب وفرض الرأي‮ ‬الواحد‮ ‬والصوت الواحد على‮ ‬غالبية الموظفين‮.. ‬ثورة المؤسسات التي‮ ‬أطاحت برموز الفساد أرادت توعية الناس بحقوقهم‮ ‬وعلمتهم كيفية انتزاعها بالطرق السلمية‮ ‬ولم تعلمهم التطاول والتخريب والتقطع‮… ‬ثورة المؤسسات التي‮ ‬أطاحت بالمفسدين لم تكن تعرف إرادة الناس كما‮ ‬يفعل البعض الآن‮ ‬ونتمنى أن تظل الثورة مستمرة بالسلمية على كل من‮ ‬يأتي‮ ‬إلى هذه المؤسسة أو تلك أو الوزارة بغرض الفساد لكن بعد أن‮ ‬يثبت تورطه فيه إذا كانت الأطر القانونية لمحاسبته‮ ‬غائبة‮.. ‬ويجب أن تظل مستمرة على كل مسئول لا‮

قد يعجبك ايضا