الحلم الذي لم يتحقق

محمد راجح سعيد


محمد راجح سعيد –

السوق العربية المشتركة شكل متقدم من أشكال التكامل الاقتصادي يقوم على أساس حرية انتقال رؤوس الأموال والأيدي العاملة بين الدول المشاركة من السوق إضافة إلى حرية تبادل السلع والمنتجات وإقامة اتحاد جمركي فيما بينها وقد كان هناك نية بين الدول العربية لإنشاء السوق خاصة بعد قرار مجلس الوحدة الاقتصادية العربية بتاريخ 13/8/1964م على اعتبار أن السوق مرحلة من مراحل تحقيق الوحدة الاقتصادية على مبادئ اقتصادية تنص كلها في مصلحة السوق العربية المشتركة وتحقق للدول العربية ازدهارا اقتصاديا بل تحقق تكاملا اقتصاديا يمهد لإقامة الوحدة العربية مثل تبادل البضائع والمنتجات الوطنية والأجنبية وحرية الإقامة والعمل والاستخدام وممارسة النشاط الاقتصادي وحرية النقل والترانزيت والتملك وحرية الانتقال وحقوق التملك وضمت السوق العربية المشتركة في بداية انطلاقها خمس دول هي مصر والعراق والأردن وسوريا والكويت ثم اتسعت لتشمل دول العربية ولكن من الناحية العملية والتطبيقية لم تظهر السوق وظلت مثل المشاريع العربية المتعثرة مجرد شعار واقتصرت فقط على بعض الاتفاقيات لجزئية السابقة.
فما السبب يا ترى¿
السبب معروف وهو أن الإرادة الحقة لم تتوفر عند الدول العربية وطغت الشعارات على الحقائق كما هو الحال في بيانات كل مؤتمرات القمة التي عقدت منذ عام 1964م وحتى آخر مؤتمر والخاصة بتوحيد الصف العربي إلا أن ذلك بقي شعارا كما أسلفت مع العلم أن السوق الأوروبية المشتركة برزت المناداة إليها بعد المناداة بإقامة السوق العربية المشتركة بأعوام ومع ذلك تحققت السوق الأوروبية المشتركة على الواقع وظلت السوق العربية المشتركة مجرد شعار حتى يومنا هذا.
إنها الإرادة الصادقة.

قد يعجبك ايضا