الآن.. حدöق جيöدا في صورتي

محمد المهدöي

محمد المهدöي –
الآن, في يوم من الأيام
خنت مدينتي
ولبست بنطالا جديدا
واستعرت من الندى نضارة زرقاء
ثم لبستها,
ومشيت بعد العصر من خلف الطريق
أمام جارتنا
وفي كفöيú: كتاب أبي العلاء, وهاتفي الجوال.
أدري:
هاتفي الجوال كان معطلا
لم أتصلú بصديقتي الأولى
لتسمعني التي تصغي لقلبي من وراء الباب
لكني فتحت حقيبتي وأخذت منها الكاميرا
وبدأت أرسم كل ما حولي.
التقطت من القصيدةö
صورتين لمشتهى أطفال حارتنا
وهم يتشاكسون ويمرحون.
طفولتي من غير ذاكرة,
كمرحلة تمر على الكتابö
بلا نبي يستفز مربعا من جدول التاريخ..
ذاكرتي البعيدة
لا ترى إلا إلى غدها المتيم بالذهولö,
هنا أضفت إلى ذهولي
صورة روحية التخييلö
لامرأتين عابرتين ظامئتين
أيظا صورة لإمام مسجدنا القديم,
وصورة لخيال مقبرة تصافح عابرين مدللöين,
وصورة لسحابة سوداء من أثر الجفافö,
ملأت ألبوم الحياةö بكل ما حولي
ولكن لم أجد لي صورة فيهö أرى فيها شبيهي,
أو أحدöق في ملامحö شخصي الثانيú
أراني..
لا أراني واقعيا قد أكون الآن,
خنت قصيدتي وعبثت بالألوان
فرشاتي – بكف …… – أهدابي
ووجهي لوحتي
وأناملي أقلام من (لو أن ما في الأرض من شجر)
وليس بوسع روحي أن تضيء الحبر أكثر من ليونته,
مسحت مدامعي فلمحت وجدا ناصعا
يبدي لقلبي رأيه في النص:
ما أبهى فضاءك يا محمد
فالتفت إلى علامات التعجب
واحتفيت بمقلتي وخافقي
وسكت كي لا أستثير عواطفي في مثل هذا الوقت,
ليس الوقت وقتي كي أقول لصاحبي:
الآن في يوم من الأيام
حدöق جيدا في صورتي.

قد يعجبك ايضا