إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة

نجيب محمد الزبيدي


 - أتساءل بحرقة شديدة: لماذا الحقيقة وإيضاحها للجمهور تجعل من البعض من مسئولي البلد في حالة غضب عارم بل ترى البعض من أولئك وقد خرجوا عن الطبيعة
نجيب محمد الزبيدي –

أتساءل بحرقة شديدة: لماذا الحقيقة وإيضاحها للجمهور تجعل من البعض من مسئولي البلد في حالة غضب عارم بل ترى البعض من أولئك وقد خرجوا عن الطبيعة الإنسانية فلا هدوء مطلقا نشاهده وحتى الرد بالسلوك الحضاري بالحجة والبرهان الساطع القاطع كل هذا للأسف غير موجود في قاموس مثل هؤلاء الأشخاص مع العلم وتأكيدا لمصداقية تعاملنا الراقي والحضاري أننا حينما نكتب أو ننتقد أي جهة ما ((وزارة كانت أو مؤسسة خدمية)) فالأصل في النقد هو إيصال الرسالة أولا بكل وضوح وثانيا للفت الانتباه لعل القائمين على تلك الجهات الرسمية يقرأون ويستخلصون من تلك الكتابات أبرز النقاط الهامة التي قد تساعدهم في الوصول إلى مواطن الداء أولا ومن ثم إيجاد الحلول والمخارج القصد منه تصحيح مسار الأخطاء وإعادتها إلى مسارها الصحيح ربما الآن اتضحت المسألة والكل بات يدرك جيدا بأن السكوت عن تلك الممارسات والأخطاء قد يندرج تحت المساءلة الشرعية والقانونية ثم إن الساكت عن قول الحق شيطان أخرس والشرع المطهر يعده منكرا وإثما كبيرا.
لذلك نحب بأن نطمئن إخواننا أحباءنا – من يتقلدون المناصب الهامة بالدولة صناع القرار – المدنيين منهم والعسكريين – نقول بأمانة اجعلوا من ذلك الحديث النبوي شعارا أو نبراسا في حياتكم كلها فهل تتذكرون ما قاله سيد الخلق وخاتم الرسل الأمين الصادق محمد صلوات ربي وسلامه عليه (تحروا الصدق وإن رأيتم أن الهلكة فيه فإن فيه النجاة) رواه الترمذي لذلك فنجاح الأمم في أداء رسالتها يعود إلى جملة ما يقدمه بنوها من أعمال صادقة فإن كانت ثروتها من صدق العمل كبيرة سبقت سبقا بعيدا وإلا سقطت في عرض الطريق فإن التهريج والخبط والإدعاء والهزل لا تغني فتيلا عن أحد.
والأمة التي لا أمانة فيها أو صدق هي الأمة التي تعبث فيها الشفاعات بالمصالح المقررة وتطيش بأقدار الرجال الأكفاء لتهملهم وتقدم من دونهم وقد أرشدت السنة إلى أن هذا من مظاهر الفساد الذي سوف يقع آخر الزمان.
((جاء رجل يسأل رسول الله: متى تقوم الساعة¿ فقال له: إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة! فقال: وكيف إضاعتها¿ قال: إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة)) رواه البخاري.
بالأخير من معاني الأمانة والصدق الحرص على أداء الواجب كاملا في العمل الذي يناط به وأن يستنفد جهده في إبلاغه تمام الإحسان أجل إنها الأمانة التي يمجدها الإسلام.

قد يعجبك ايضا