الحرية لدى البعض

د. محمد هادي محمد

 - يظهر أن هناك من يخطئ فهم الحرية ليفهمها حسب مزاجه وهواه خاصة حرية الإعلام والتعبير عن الرأي فما المقصود بحرية الإعلام وحرية التعبير¿ هل يقصد بها خدمة
د. محمد هادي محمد –
يظهر أن هناك من يخطئ فهم الحرية ليفهمها حسب مزاجه وهواه خاصة حرية الإعلام والتعبير عن الرأي فما المقصود بحرية الإعلام وحرية التعبير¿ هل يقصد بها خدمة أطراف معينة والتحامل على أطراف وطنية أخرى أم أن حرية الإعلام تعني الغرور والتكبر بعدم الرضوخ للحق وزيادة التعنت في البعد عن التعامل المهذب والالتزام بأخلاقيات المهنة ومعايير الأدب والذوق الإنساني الرفيع.
إن ما يجب فهمه عن حرية الإعلام أيها الناس وما يتفق عليه كل الإعلاميين الأفذاذ في العالم أنها المسئولية تجاه المجتمع والأمانة في القصد والكلمة أنها الوطنية والإخلاص لكل أفراد المجتمع أنها الكلمة النزيهة التي تتعالى على الأهواء والمصالح الشخصية الدنيئة إنها حرية تسمو بالرجال لا تهبط بمستواهم الإنساني والأخلاقي والفكري.
فعليك أيها المتسلط المستبد بأفكارك العتيقة أن تعلم علم اليقين أن التغيير قد حان وأنه سنة من سنن الله في الخلق لا بد أن نرضى به وأن نتعلم ثقافته وأن التغيير لا يعني العداء والخصومة للوطنيين الذين ضحوا بمكانتهم ومصالحهم الشخصية من أجل الوطن كما أن التغيير لا يعني التحامل والحقد على رجاله وأبطاله فكن بصدق وشفافية مع التغيير النزيه وإلا فأعلن رفضك له وقل بملء فيك لا للتغيير نعم للبلطجة نعم لمصالحي الشخصية نعم للزعيم القائد!!
إن الكلمة التي تنفع الأمة وتعزز من مكانتها هي الإعلام الصادق المعبر بحق عن عقول الجماهير وميولها واتجاهاتها كما ورد عن تعريف الإعلام المعبر عن هدفه ووظيفته فالإعلام رسالة ترقى بالمجتمع وتطور أفراده في كافة مجالات الحياةرسالة تخدم الشعوب وتوحد أفرادها وتقوي من عزيمتها لا أن تفتت أركانها وتفرق صفوفها وتشكك في رجالها والإعلام رسالة خير وسلام وحب ووحدة وتقدير بين أبنائها واعط كل ذي حق حقه فأين نحن من رسالة الإعلام الحقيقي¿ وأين شارعنا من صحافة الصدق والمسئولية وخدمة المجتمع والوطن بدلا من خدمة الذات أو مصالح شخصيات مريضة لا يهمها إلا نزواتها وتحقيق أغراضها الدنيئة التي دائما ما تقدمها على المصلحة العامة للأمة.

قد يعجبك ايضا