بحجم الألم.. .. بزيف الدموع
بلقيس الكبسي
بلقيس الكبسي –
كل شيء على غير عادته الأصوات تنداح غائرة بالألم الأسماء لم تعد هي الأسماء والشعارات ارتدت الزيف الشمس تبدو على غير عادتها وكأنها ليست بخير .. المآذن تئن .. والصلاة لم تعد هي الصلاة ..الوجوه عابسة .. والقلوب ثكلى .. ضجيج يتعالى صخبه .. دماء .. جرحى .. قتلى .. ومصالح عليا ..من كانوا على قارعة الطرقات اعتلوا المناصب وأوصدوا الأبواب حفاة عراة تطاولوا أيما تطاول بينما خطب الأمس الزائفة تقتات الحسرة بين كنت وأصبحت وبين أنا ومن بعدي الطوفان وانتم يا شعب الحكمة والإيمان قوت السذاجة ومرتعها ولترتووا بملح الدموع.
في حين يتأرجح الزيف على الطرقات يزحف حتى أعقاب المنازل .. فيتولى الخداع مهمة اقتحامها يعصرها إمعانا في إبادتها الأنفاس تعج بالسخط والكراهية .. ومتاهات تلتهم القلوب العطشى لسلسبيل اليقين .. والأقدام تتراكض لاهثة.. والأعين تشرأب نحو الزيف .. حدقات آفاقه بامتياز بينما أنامل تلتهي بإضافة صورة وإزالة أخرى .. وتتفنن حيرتها في اختيار إطارات تتوافق وحجم النفاق .
جنود مجندة تبحث عن حروف لم يعهد لها من قبل لتمجيد من سطع بخته وازدراء من أفل نجمه.. والشعب تائه في غياهب الحوارمترقب لأحداثه المثيرة ووطن يئن من جراحه فيما طعنات تنحر خاصرته .
في الجهة الأخرى احتفاءات وبروتوكولات بطعم الخيانة وموائد جمعت صنوف الخلاف ربطات أعناق تتدلى ساخرة من شعب يتكئ اليأس والترقب والمسرحيات على أشدها تنسج بخيوط عنكبوتية الفصل الأول انتهى .. الفصل الثاني قد استوي .. الفصل الثالث يطبخ بنيران العناء .. ودمت أشقياء لمسرحيات منذ الوهلة الأولى هراء في هراء في هراء يا شعب الحكمة الأوفياء.
وبين الحق والباطل فجوة لا يدركها إلا أصحاب البصيرة من العقلاء والحكماء وكما هو شرع الخداع عبر تاريخ الساسة لن تكونوا بمنىء عنه فسجلوا حضوركم في تاريخ التضحية والفداء وعلينا تصنيفه فيما بعد وتوافق الآراء والأهواء .. فما عليكم سوى العطاء .. كلمة سواء يا شعب الحكمة .. أليس فيكم رجل رشيد .. ¿ نحن هنا يلعب بنا كما نلعب بكم .. والأدوار مقامات حسب البطولة وعليكم الشهرة بأي نكهة تحبون وأي مذاق ترغبون .. قد قالها التاريخ منذ الآلف السنين وهاهي المأساة تعيد نفسها .. وهي ترفل بأثواب الخيانة والغدر وزيف الدموع .