بـــائöــعـة القـــاتú
عبدالخالق النقيب

مقال
عبدالخالق النقيب –

مقال
تدخل السوق تتفرقع الابتسامات تتبعها تنثر بهجتها في محيط مكان أدمن مجيئها الباكر اكتراثها المسترخي تبدد بمرور الوقت ولم تعد تأبه لشبح غربة تكتظ بها جنبات السوق مضت في تجاهل لغط الباعة وصيحاتهم كل ما كانت تفكر به كيف أنها تعتني بالجودة في اختيار وانتقاء بضاعتها حتى ذاع صيتها وغدت شهرتها ترقى لشهرة السوق ..
تتهيأ للبيع ويتهيأ كل شيء للتغزل بها يتعثر خجلها تداري قسماتها المنتشرة كالضباب يحتفي الحانوت بأنوثتها المتفجرة ويتقاطر الزبائن على حانوتها قبل أن تنتصف الظهيرة يتداعى الزحام تجاري انتباهها المتلعثم تسكب أجزاءها المتصدعة تبتلع ما تطاير من أنوثتها تحاصرها نظراتهم المتراكضة خلف عينيها المائلتان للزرقة تلمح حدقاتهم المتسعة كلما أشاحت خنتها المرصعة بالألوان (المغمقي) ترفعه ليسقط ثانية حتى ألفت عناده وألفوا إيقاعها الهارب ..
تدحرج الوقت وأدركت أنها قد باعت كل ما لديها تلاشى الضجيج وانفض الزحام أخذت تتماهى مع هدوء مرهق تجمع شتاتها استعدادا لمغادرة الحانوت ينزلق أمامها أحدهم كان قد وصل لتوه تقتاده حالة ولع هيستيرية للتشبث بـ(ولعته..!) يحتسي خيبته بوجوم وتذمر بينما يربد وجهها بالحمرة ..
قفز بحركة لا إرادية وكل ما فيه يبتسم يندفع نحو (كيس قات) أخفقت في مداراته عنه يساومها على شرائه يتملق ازداد حنقها حديثه يتفشى في خلجاتها.. استدارت نحوه وهي تغلق باب حانوتها بشيء من العنف صرخت في وجه بحده :
ـ (ولعتي ما ابيعهاش لو تدي ما معك ..!)
يلتحف غضبه الباهت تنصرف عنه دون اكتراث تتموقس طريق العودة وهي تتمايل كالغصن الناعم .. ابتلعها الزحام ! ظلت أعين بائعي القات ملصقة بها وشوس نظراتهم تتناوب إشارات من كمد ..!
مضت تتقدم بخيلائها
تصعد سيارتها وتقودها بزهو مفرط يثير آهات مرهقة بالضجر ..