هل يفهم هؤلاء مضمون رسالة مجلس الأمن¿
أحمد الكاف
أحمد الكاف –
مثل الاهتمام الدولي بمجريات الأحداث السياسية التي شهدها وطننا خلال ثورة الربيع اليمني مدى حرصهم على أمن واستقرار ووحدة وطننا وترسيخ وحدتنا الداخلية بيد أن حرص المجتمع الدولي يمثل دعوة صادقة للجميع بأن نكون أكثر حرصا منهم خاصة وأنهم يدركون جيدا أن تجربتنا نحو التغيير السلمي للسلطة تمثل نموذجا يحتذى به في ثورات الربيع العربي والتي ما زالت تعيش مخاضا عسيرا يكاد يقوض أمن واستقرار ووحدة أراضي دول الربيع العربي.
وكما تمثل المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية طريقا سلميا نحو التغيير فإن الرعاية الأممية لتنفيذها تمثل حرصا أكيدا منهم لإعادة الأمن والاستقرار والحفاظ على وحدة أراضي وطننا.
غير أن الحكمة اليمانية المعهودة تمثلت في عقول ووجدان اليمنيين جميعا ومن خلالها توقيع الفرقاء على بنود المبادرة أصبحت المبادرة ملزمة للجميع وتنفيذها مسؤولية الكل وعلى مدار عام من التغيير السلمي لاحت في الأفق بوادر انفراج سياسي يبشر بخير واعد ومستقبل أفضل ينتظرنا جميعا وفعلا يأتي تحديد موعد انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل والمقرر انعقاده في ٨١ مارس القادم بعد تقديم الجميع لممثليه في الحوار إحدى المؤشرات الإيجابية نحو تحقيق الأمن والاستقرار وترسيخ وحدتنا الوطنية غير أن هناك قوى سياسية فقدت مصالحها من مسار التغيير تحاول عبثا إعاقة أي تقدم سياسي لإنجاح التسوية السياسية تراهن على دعم خارجي يمثل أحد التدخلات في شؤوننا الداخلية إما بحثا لها عن موقع استراتيجي يحقق مصالحها وأجندتها السياسية وإما تندرج فيما تشهده المنطقة من صراع اقليمي وطائفي تمتد جذوره منذ عقود من الزمن غير أن معيقي تنفيذ المبادرة لم يدركوا بعد أن مصلحة الوطن العليا فوق كل المصالح الذاتية والأنانية وعليهم أن يدركوا أن الزمن غير الزمن وأن عجلة الزمن من المستحيل أن تعود إلى الوراء.. كما أن عليهم أن يفهموا مضمون رسالة مجلس الأمن الدولي والتي توعدت معرقلي التسوية بتدابير رادعة وفقا للمادة ١٤ من ميثاق الأمم المتحدة.
ولا ننسى أن على هؤلاء أن لا ينسوا أن رسالة مجلس الأمن حددت التزام المجتمع الدولي بوحدة وسيادة وأمن واستقرار الوطن وأدانوا بشدة التدخلات في شؤونه الداخلية وزعزعة أمنه واستقراره سواء بنقل المال أو إدخال الأسلحة المشبهوة إليه.. فهل يفهم هؤلاء مضمون رسالة المجتمع الدولي عسى ولعل.