وتـــر الأحـúــــــزابú

عبدالخالق النقيب

مقال 


 -  الأحزاب تهيم في وادö لا يتصل هديره بالناس  عادة ما تتفرغ وترهق طاقاتها في كيفية عسكرة وتقويض تلك الأحلام وتسييس الظروف المحيطة بها وفق الموجة التي تميل إليها المصالح والولاءات تستنفذ وقتها وتستهلك خطاباتها في التربص بالعواطف واللعب على الأوتار وبصيغة متمادية شبيهة (باللعب على المكشوف)
عبدالخالق النقيب –

مقال 

الأحزاب تهيم في وادö لا يتصل هديره بالناس عادة ما تتفرغ وترهق طاقاتها في كيفية عسكرة وتقويض تلك الأحلام وتسييس الظروف المحيطة بها وفق الموجة التي تميل إليها المصالح والولاءات تستنفذ وقتها وتستهلك خطاباتها في التربص بالعواطف واللعب على الأوتار وبصيغة متمادية شبيهة (باللعب على المكشوف) ويكاد أن يقر بها كل الأطراف حتى صار من السهل والأمر المتيسر أن تستدعي ما تشاء من المواقف الشاهدة على ذلك (وعلى قفا من يشيل).
< أفكار الناس لا تتعدى أو تتجاوز بساطة الحياة تبلغ سدرة منتهى أحلامهم عند سقف (كرامة العيش والتعايش بسلام والركون لعدالة اجتماعية ومساواة يلتقي فيها الكبير والصغير) هنالك تنتهي الأحلام وذلك كل ما يمكن أن يفكر به الناس وهم يهيمون بتطلعاتهم المسكونة بحياة افترضية ومستقبل لا تخالطه المنغصات.
< هكذا يرغب الناس في مستقبل مبتهج بالسلاسة واللين وكذلك تفعل الأحزاب في الدفع بمجرى المستقبل وجرجرته بحبال التذبذب والتوتير تدخر نضالها لإنفاقه في توطين لي الأذرع واللعب بكل الأوراق دون أن تستثني أدناها حقارة في سبيل امتطاء أقصر الطرق التي تقلها إلى منازل السلطة وقصور الحكم والاستحواذ على مراكز القوى وأوفرها حظا وأغزرها إدرارا للحليب .
< يلتهي الناس بهمومهم وأحزانهم وغالبا ما يتشاطرون الأوجاع وتتحول حواراتهم في الأفراح إلى بث وشكوى لبعضهم البعض فيما تنشغل الأحزاب في افتعال البيئة الخصبة التي يحضون بفضلها على تقاسم الجيش وتوزيع الحقائب الوزارية والدبلوماسية والوصول إلى دهاليز المؤسسات الحكومية بما فيها المؤسسات التي يحرم تحزبها .. لتكتشف بمفردك مدى المسافات الشاسعة التي تفصلها عن كثير من الأخلاق الوطنية وقيمها الخلاقة .
< للتخفيف من وطأة ما نحن بصدده لا أجد ما يبعث على التفاجأ أو الشعور بخيبة أمل تجاه ما يمكن أن تقوم به الأحزاب من دور ريادي أو على الأقل أن تلازم التيار الذي يسبح فيه الناس ولم يعد مجديا أن نتفائل بشيء قادم من أدراجها المعطوبة كونه إلى اليوم وعلى مدى تاريخها النضالي العتيد لم تتملكنا القناعة في أدنى مستوياتها تجاه حزب من الأحزاب ولو أنها جميعا حلت عن الناس وتركتهم يتدبرون شؤونهم بمنأى عنهم لذابت هالة التعقيدات ولانصهرت الصخور الصلبة التي تعترض مستقبلهم ولعاشوا حياتهم بود وإخاء وسلام.

قد يعجبك ايضا