بين غيــاب المســئوليـة وصيـدليات لا رقيب عليها

تحقيق إشـراق دلال


تحقيق / إشـراق دلال –

37% نسبة الزيادة في الأشخاص الذين دخلوا مصحات للعلاج من الإدمان على الأدوية المهدئة
قيس: استخدمتها للتخلص من الضغوط وللقدرة على النوم ..
الماوري : نفتقر لعملية الضبط والمراقبة على الصيدليات بكمية الأدوية المصروفة
وكيل وزارة الصحة : القانون له فترة طويلة في طور الإعداد والآن أمام مجلس النواب

ترتسم على ساعده الأيسر آثار جروح كأنها أفعى تبحث عن مستقر لها في الوريد لتنفث سمومها وتتخلص من ضحيتها .. ومع التكرار اليومي جراء استخدامه المستمر لأخذ إبر البيتادين أصبح قيس مدمنا عليها وهي من المواد المهدئة للألم مع مادة منومة تعطى غالبا بعد العمليات الجراحية ..
يعمل قيس مسئولا صحيا بقسم العناية المركزة بأحد المستشفيات وكان يعمل بثلاث مستشفيات فترات مناوبة مختلفة وذلك ليستطيع تأمين مستقبله وتوفير متطلباته الحياتية له وأسرته ..كان يسكن مع أصدقاء له في سكن مشترك وحين كان يعود للمنزل لأخذ قسط من الراحة ومن الوقت المتوفر لديه لم يكن حينها ملائما للراحة أو النوم يقول : « كنت أحاول النوم عند انتهاء الورديات في المستشفيات لم أكن استطيع النوم بسبب الضجيج في المنزل .. لذلك كنت آخذ كمية صغيرة من المادة لعلي بذلك استطيع النوم في الفترة القصيرة المتوفرة لدي»
الأرق مشكلة صعبة ومزعجة والشخص الذي لا يستطيع أن ينام قد يشعر بكآبة شديدة مما يستدعي أن يبحث عن أي مساعدة أو حلول سواء كانت أدوية أو كحول وفي محاولة من قيس للتبرير يقول « كانت في متناول اليد وكنت 24 ساعة أعمل وأداوم طوال الوقت فمن باب الفضول والتجربة فقط كنت آخذ نسبة بسيطة كي استطيع النوم.. وكنت حريصا لئلا يعلم أحد بأني اتعاطى الجرعة كي لا اخسر عملي .. لأني ماكنت استخدمها إلا للتخلص من الضغوط وللقدرة على النوم.. «
وها هي الأخرى حدث لها انهيار عصبي بسبب مشاكل زوجية وأسرية تم نقلها للمستشفى وعند إدخالها لقسم الطوارئ تم حقنها « بالترامادول « لتهدئتها وعند تمالكها لأعصابها واستعاده اتزانها أخذت فاطمة « علبة « الترامادول و كلما كانت تشعر بأي ضيق او ألم سارعت في شرائها واستخدامها تقول على استحياء « استمريت بأخذها ست سنوات لأني كنت أتخلص من الألم والمرض « وعندما ساءت حالتها ماكان من زوجها إلا أن نقلها على الفور للمستشفى لتكتشف بأنها أصبحت مدمنة .. ولا بد من بقائها في المستشفى لتتخلص من حالة الإدمان التي تعاني منها..

ضمير غائب
ميدانيا قمنا بزيارة أكثر من عشر صيدليات بأماكن متفرقة من أمانة العاصمة .. وحين كنا نطلب من الصيدلي أنواعا معينة من الأدوية المنومة أو المهدئة كالترامادول والديازيبام والبيتادين كان الصيدلي من فوره يوفرها لنا .. عدا ثلاث صيدليات امتنع أصحابها إعطاءنا الأدوية المطلوبة بدون روشته علاجية ومع إصرارنا على توفيرها وفرض زيادة في السعر على سعرها الأصلي قام أحدهم فقط بشرح خطورة الدواء الذي نطلبه .. أما البقية فقد اكتفوا بالرفض وكفى ..

تأثيرات صحية
وبحسب الأبحاث الأمريكية فإنه في عام 2011م تم انخفاض عدد الأشخاص الذين يدخلون مصحات للعلاج من جميع أنواع المخدرات بما فيها الكحول بينما زادت بحوالي 37% تقريبا الأشخاص الذين دخلوا مصحات للعلاج من الإدمان على الأدوية التي تباع في الصيدليات وتباع بوصفات طبية.
هذا وقد توصل فريق مشترك من العلماء الأمريكيين والسويسريين إلى أن بعض العقاقير المهدئة مثل الفاليوم لها نفس التأثير الادماني وتؤثر على مراكز خاصة في المخ المسئولة عن الشعور بالرضا ليماثل تأثيرها تأثير تناول الهيروين ونبات القنب وأوضح العلماء أن عددا من العقاقير المهدئة مثل: الاتيفان والفاليون وزانكس لها تأثير المهدئ عن طريق التأثير على عدد من الموصلات العصبية تعرف بأسم أحماض جاما- أمينوبوتينك لتماثل طرق تأثيرها تأثير الهيروين والمواد المخدرة على المخ وتعمل هذه العقاقير على تعزيز نشاط هرمون “الدبامين” بالمخ المسئول عن عدد من المشاعر الايجابية منها مشاعر الإشباع والمتعة والرضا والسعادة وهو نفس التأثير الذي تمارسه المخدرات على المخ.
من يتعاطى هذه الأدوية يشعر بشعور التخدر الذي يسري في جسده ويجعله مخدرا تنقل الشخص إلى حالة نفسية مرتفعة من السرور والسعادة أو القدرة على الاسترخاء و النوم تقول الأخصائية النفسية بلقيس الماوري مسئولة قسم الإدمان بمستشفى الأمل : « باستمرار تناول هذه الأدوية يقل مفعوله ويضطر الشخص إلى رفع وزيادة الجرعة حتى يصل إلى المستوى الذي كان يشعر به عندما يتعاطى جرعة أقل.. كما ان الأدوية المهدئة لها أضرار ومخاطر مثلها مثل الكحول ومثل المواد المخدرة الأخرى والإدمان يسبب تدهور في الصحة تدهور في العلاقات الاجتماعية للمريض و

قد يعجبك ايضا