نقطة وفاصلة..مشاهد تخدش العين..!
عبدالله الصعفاني

مقالة
عبدالله الصعفاني –

مقالة
لا مفر قبل كل بداية من القول.. مخيف أن يبقى عاق والديه هو نفسه عاق والديه.. وعاق لوطنه وأهله وجيرانه..
* صباح الأمس قررت أن أصحو قبل العصافير وليتني عاودت النوم ورفضت فكرة السنيدار وهو يغني ما أجمل الصبح في ريف اليمن حين يطلع..
ولم يكن إلا ذات المشهد الخادش للعين..
** مخلفات يوم وليلة بعد نجاح شعار “وظفونا ننظفكم”.. امرأة تمارس نشاطها اليومي المبكر بفتح أكياس القمامة المكدسة في ناصية الشارع.. تنبش الأكياس الممتلئة واحدا بعد الآخر.. وفي مكان آخر “شيبه” سبعيني يشرف على مجموعة من الأغنام أخذت تعبث هي الأخرى وفق منهج غنم المدينة * وأمام مشهد الزبالة وهي تتمدد على أكثر من مكان تذكرت كيف أن رجال النظافة أنفسهم عند العمل وحتى أيام الإضراب عنه يفتحون كيس القمامة.. يفتشون محتوياته ويخرجون ما في جوفه من الأشياء الصلبة كالقوارير البلاستيكية وقطع الحديد ثم يغادرون المكان وسط حسرة وإحساس بالعجز من قبل الفضوليين..
كانوا مضربين إلا عن المزيد من النبش والتشويه وزيادة مساحة السريالية ملحقين الأذى بالعين والأنف والضمير وسط أسئلة ما تزال معلقة حتى يقلعون عن ذلك..
** وفي مشاهد العبث الصباحي ما يذكر بعادة أطفال وشباب بعضهم يذهب إلى المدرسة فلا يقول له المعلم بأن الرد على تكدس القمامة بالإحراق معالجة للخطأ بالخطأ.. ولا مجال يدفعك لتذكر (من رأى منكم منكرا فليغيره) إذ كيف لك أن تدخل في مشروع تلاسن وربما فتنة من الصبح..
* إذا قمت بلفت عناية امرأة إلى خطأ نبش القمامة فهي قلة أدب منك إذا كانت شابه وقلة حياة إن كانت عمر أمك أو جدتك.. ومن غير المستبعد أن يقول لك الرجل أو المرأة اللذان يهشان على أغنامهما وهي تعبث بالقمامة.. ما دخل أبوك.. أمانة أنك فضولي وتحتاج إلى إعادة تربية.. أما لو دخلت في مشادة كلامية مع عامل بلدية يعبث رغم أنه مضرب فإنك إذا لم تدخل فتنة مع زملائه فقد تدخل في بيان إدانة.
** ومع أنني فضلت تغيير المنكر باللسان إلى محاولة تغييره بالقلب إلا أن هذه المشاهد العبثية اليومية في التعامل مع القمامة تجعل من الضرورة مناشدة جمعيات الخطباء والعلماء والأئمة بأن يعطوا جزءا من خطبتهم لتذكيرنا بأننا نواصل.
الانحدار بقضايا الذوق العام على هامش انحدارنا في سلالم الانتماء الحقيقي لليمن وليست خطبة الجمعة كما أعلم إلا أمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ونهي عن الفحشاء والمنكر والبغي..
ومن يدري..¿
لعلنا نتذكر..!!