صنعـاء مدينة الجمال والأصالة
د محمد علي بركات
د / محمد علي بركات –
صنعاء الحضارة والتاريخ العريق أهم المدن التاريخية في اليمن وفي الجزيرة العربية .. وأقدم ذكر لها ورد في النقوش اليمنية .. خلال عهود ملوك سبإ إبان الحضارة السبئية .. وخلد ذكرها أهل الأخبار باسم مدينة سام .. نسبة إلى سام بن نبي الله نوح عليه السلام .. وتغنى بها وبجمالها الشعراء باسم مدينة أزال.
وما أكثر مظاهر التميز في هذه المدينة وملامح الجمال .. بدءا بموقعها ومناخها المعتدل على الدوام .. وشمسها المشرقة نهارا طوال العام .. وتعدد معالمها الشـهيرة التي أبدعها اليمنيون ببراعة وفن .. كقصر غمدان وباب اليمن .. الذي تبقى من الأبواب السبعة للمدينة الوديعة .. ببنائه المعماري وزخارفه الفنية البديعة .. إضافة إلى مساجد صنعاء ومآذنها وقبابها ذات الأشكال الجذابة المحكمة .. التي يتصدرها الجامع الكبير أحد المعالم الإسلامية العظيمة .. وتحيط بتلك المعالم وغيرها دور صنعاء العالية بطابعها المعماري النادر الجميل .. وأسواق المدينة التقليدية التي مازالت تحتفظ بطابعها الأصيل .. كل تلك المعالم ظلت أثرا شاهدا على عظمة الأجداد .. وعلامة مضيئة في تاريخ يمن الحضارة والأمجاد .
وصنعاء التي كانت وما تزال تحتضن المبدعين .. من الفنانين والأدباء والمفكرين .. لها دورها الريادي على مر التاريخ في مجالات الفكر والأدب والفن اليمني .. وقد وصف معالم هذه المدينة العريقة وجمالها الطبيعي الرباني عدد من المؤرخين والمستشرقين والرحالة كابن بطوطة والريحاني والهمداني .. ووصفها شعرا كمدينة للجمال والأدب والفن العديد من مشاهير الشعراء الأقدمين والمعاصرين .. وبعض ملوك حمúير ومن أشهرهم الملك تبـع أحد قدماء ملوك اليمن المبدعين .. الذي ختم قصيدته المعروفة في وصف صنعاء بأجمل تعبير .. في هذا البيت الشعري الشهير : إن آثارنا تدل علينا .. فانظروا بعدنا إلى الآثار.
وكما خلدها الشعر بالعربية الفصحى .. كان للشعر اليمني الحميني البديع دوره في التعبير بجلاء عما يجيش في قلوب اليمنيين من محبة لمدينة صنعاء .. مدينة الفن والجمال والبهاء .. ومن هذا المنطلق عبر العديد من ألمع شعراء الحميني في قصائدهم الحمـينية البديعة .. عن ذلك المعنى السامي بلغة فنية رفيعة .. ومنهم عبد الرحمن الآنسي الذي ترنم وتـفنن .. حين شــدا : ما مثل صنعا اليمن .. وأضاف مؤكدا بأن : صنعا حوت كل فن .. ثم ذكر أهم عناصر جمالها : الما وخضرة رباها الفايقه بالوسامة .. وكل وجه حسن.
وأصبحت هذه القصيدة الغنائية من عيون الغناء الصنعائي بل ضمن أجمل الموشحات اليمنية.
ك