البردوني‮ ‬عندما بكى

فؤاد عبدالقادر

فؤاد عبدالقادر –

‮{ ‬عاش الشاعر عبدالله البردوني‮ ‬الغربة بكل مرارتها وذلها‮ ‬وعاشت اليمن بداخله‮ ‬يحملها من مكان إلى آخر ومن منفى إلى منفى‮ ‬اليمن تخرج من سلطة ظالمة فاجرة لتدخل بين أنياب سلطة وحاكم أطغى وأفظع‮ :‬
بلادي‮ ‬من‮ ‬يدي‮ ‬طاغ
إلى أطغى إلى أجنى
ومن سجن إلى سجن
ومن منفى إلى منفى
ومن مستعمر باد
إلى مستعمر أخفى
بلادي‮ ‬في‮ ‬كهوف الليل
لا تغنى ولا تشفى
وحتى في‮ ‬أراضيها
تقاسي‮ ‬غربة المنفى
وأن‮ ‬يبكي‮ ‬الرجل فلا بد أن الحادث جلل‮ ‬وقد بكى البردوني‮ ‬الإنسان المثقف الشاعر وبمرارة حفرت جرحا‮ ‬في‮ ‬قلبه‮ ‬لم‮ ‬يندمل‮ ‬ظل ملازما‮ ‬له خلال حياته‮ ‬عندما بلغ‮ ‬بوفاة والدته‮ ‬نخلة بنت أحمد عامر‮ ‬رحمها الله‮.‬
وعند وفاة الزعيم الخالد جمال عبدالناصر كان الشاعر مرهف الأحاسيس قريبا‮ ‬من قلوب الناس‮ ‬واضحا‮ ‬في‮ ‬مواقفه‮ :‬
ما أنجبت‮ ‬غير عبدالناصر امرأة
ولا اقتفى الحسن البصري‮ ‬قنات
‮»‬من قصيدة العصر الثاني‮ ‬في‮ ‬هذا العصر‮«‬
لم‮ ‬ينافق أو‮ ‬يهادن‮ ‬خلال حياته الشعرية‮ ‬حاكما‮ ‬أو محكوما‮ ‬أو حكومة‮ ‬حتى وهو‮ ‬يبكي‮ ‬اليمن لم‮ ‬يتوان في‮ ‬كشف الوجه القبيح منها‮ ‬وقد وجد ما‮ ‬يتحدث عنه‮ ‬عذابات أبنائها في‮ ‬داخل الوطن أو في‮ ‬المهاجر‮.‬

قد يعجبك ايضا